الدكتورة أسماء محمد سعد – استشارية الصحة النفسية والتربية الخاصة والاستشارات الأسرية
تؤثِّر المشاكل الزوجية سلباً على نفسية الأطفال، لكن لا يعلم الكثير منا منذ متى تؤثّر على الطفل وسلوكياته، وأثبتت الدراسات أن المشاكل الزوجية تؤثّر على الطفل منذ حمل الزوجة، ثم في مرحلة الرضاعة، تليها مرحلة الطفولة المبكرة، لا سيما أن الطفل يستطيع التواصل والإدراك أسرع من قدرته على التعبير، فهو يرى ويسمع ويختزن داخله، فتأتي مرحلة التعبير بسلوكيات غير محمودة ولا تعلم لماذا يفعلها، ونكون في حيرة من أمرنا.
وترجع أشهر الاضطرابات النفسية عند الأطفال بالأساس إلى الأب والأم، فالطفل المتعثّر في الكلام أو العنيد أو العنيف أو الذي يسرق أو الذي يكذب، المرجع الأساسي لهذا الاضطراب الخلافات الأسرية.
كما أن عدم التوافق في الرأي أمام الطفل يفسد سلوكه، ومِن الملاحظ حينما تقول الأم لا على شيء، ويذهب الطفل لأبيه ويوافق، تحدث كارثة الالتواء والأنانية والتمسك بالرأي والإحساس بالاضطهاد وحب التملك، وغير ذلك.
ويجب علينا جميعاً أن نتقي الله في أولادنا، ونشعُر بالمسؤولية ونتفق ونتعاون معا لتنشئة سليمة وخلق جو مليء بالصّحة النفسية المناسبة لنا.
وختاماً، أُذكّركم أنّ الصحة النفسية السليمة للأسرة تنبع مما نراه، وليست قاعدة موحّدة لكل الأسر، فما نريده نحن لا يتوافَق مع ما يريده أقرب الناس لنا.