الدكتور حسن مرهج – الباحث الفلسطيني والمحاضر في كلية الجليل بالناصرة
شهدت الأيام الماضية محطات من التوتر بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، بشأن سلوك الأخيرة في حرب غزة، إلا أن معلومات وردت بسماح الولايات المتحدة بنقل أسلحة إلى حليفتها إسرائيل بقيمة مليارات الدولارات، ودارت الأسئلة بشأن حقيقة وجود تحوُّل في الدور الأمريكي تجاه غزة، في ظل توتّر نسبي مع تل أبيب.
لا أعتقد في وجود أي تحوّل في الدور الأمريكي يصب في صالح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود ما قبل 5 يونيو 1967، لكن توجد خديعة أمريكية لمنح حكومة إسرائيل مزيداً من الوقت لتحقيق أهدافها، ولا ننسى أن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية دون تصالح وتوافق فلسطيني فلسطيني تكون موفقة.
تبقى فرص إقامة الدولة الفلسطينية مرهونة بإمكانية استغلال الدور العربي وأوراق الضغط المتاحة على الجانب الإسرائيلي، لا سيما أنه يجب حدوث تصالح فلسطيني وفوري عن طريق تشكيل وفد مفاوض مع تشكيل حكومة من كلِّ الأحزاب الفلسطينية.
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدارة جو بايدن تصطف بشكل علني مع الجيش الإسرائيلي؛ فأرسلت شحنات الأسلحة ولا يزال الأمر مستمراً، كما زوّدت الجيش ذاته بالآليات والطائرات الهجومية وحاملات الطائرات، والهدف الأمريكي حينها كان ضرورة قضاء حكومة إسرائيل على دور الفصائل الفلسطينية في غزة بشكل كامل.
أمريكا خلال الفترة الأخيرة مختلفة بين أفعالها وأقوالها؛ فأفعالها مع حكومة إسرائيل بالمساندة السياسية والعسكرية ودعمها له مستمر ولا يتوقّف، لكن أقوالها تُحاول إرضاء المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين والمؤسسات الأممية والرأي العام في أمريكا والغرب، لا سيما مع قُرب الانتخابات الرئاسية.