الوئام- خاص
تتوالى نجاحات قطاع السياحة في السعودية بعد تحقيقه رقما قياسيا جديدا في إنفاق الزوّار القادمين إليها من الخارج خلال العام 2023.
ويعدّ تحقيق 135 مليار ريال بميزان المدفوعات، الرقم الأعلى في تاريخ السعودية، فيما يتعلّق بإنفاق الزوار القادمين من الخارج، ويمثّل هذا الإنفاق نسبة نمو قدرها 42.8%، مقارنة بعام 2022.
من جانبه، يقول الدكتور محمد سرداح الخالدي، الخبير الاقتصادي، إنه “عندما نتحدَّث عن السعودية، لا يُمكن إغفال الجهود الهائلة التي بذلتها الحكومة في تطوير قطاع السياحة وتسهيل إجراءات السفر إلى البلاد، فقد قدمت خطوات جبارة لتعزيز السياحة كمحرك اقتصادي رئيسي، وذلك من خلال تنفيذ خطة شاملة للتطوير السياحي”.
ويضيف سرداح الخالدي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “رؤية السعودية 2030، استراتيجية للتنمية المستدامة، ومن الأعمدة الأساسية النهوض بالقطاع السياحي، وتهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، والانتقال مِن اعتماده على النفط إلى اقتصاد متنوّع ومستدام، وتعزيز السياحة كقطاع رئيسي للتنمية”.
ويوضّح الخبير الاقتصادي: “تتضمّن خطة التطوير السياحي للسعودية العديد من المبادرات والمشروعات الكبرى، على سبيل المثال، تم افتتاح موقع العلا الأثري الذي يعد وجهة سياحية رائعة، تجمع بين التراث الثقافي والتطوّر الحديث، كما تنفّذ مشروع نيوم العالمي، وهو مدينة مستدامة مستقبلية إبداعية على الساحل الشمالي للبلاد، تهدف إلى جذب السياح الدوليين، فضلا عن توسّع الخدمات وتحديثها لزوّار الحرمين الشريفين اللذين يمثّلان موقعين دينيين ووجهتين للمسلمين من شتى بقاع الأرض”.
ويؤكّد الخالدي أنه “سُهّلت إجراءات السفر إلى السعودية بشكل كبير، كما طُبِّق نظام التأشيرة الإلكترونية للسائحين من العديد من الدول، مما يسهّل عليهم الحصول على تأشيرة الدخول إلى البلاد، بينما بُسِّطت أيضا إجراءات الدخول والخروج من السعودية وحُسِّنت خدمات المطارات ووسائل النقل العام”.
ويُتابع الخبير الاقتصادي: “من جانب السياحة الدينية، فقد كانت الزيارة إلى مكة والمدينة أمنية لكثير من المسلمين لأداء العمرة أو الحج، أما الآن بفضل الله ثم الجهود المركزة المبذولة في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أصبحت حقيقة سهلة المنال، بل ويُمكن للزائر أن يستكشف باقي المدن بسهولة وينعم بالأمن والمعاملة الطيبة من شعبها الكريم”.
ويُشير الخالدي إلى أنه “تم تعزيز السياحة الداخلية في السعودية، كما طُوِّر العديد من المواقع السياحية الجديدة وتحسين البنية التحتية في المناطق السياحية المحلية، مما يشجّع المواطنين السعوديين والمقيمين فيها على استكشاف بلدهم وقضاء عطلاتهم داخل البلاد”.
ويختتم تصريحاته قائلا: “تأتي هذه الجهود في إطار رغبة السعودية في زيادة الناتج المحلي وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال السياحة، وتشير التقديرات إلى أنّ إجمالي الإنفاق السياحي وصل عام 2023 إلى 135 مليار دولار، وهذا يعكس الاستفادة الاقتصادية الكبيرة التي تحقّقت من هذا القطاع”.