الوئام – خاص
تستمر وتيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لقرابة 6 أشهر، ومع تعثّر المفاوضات لإبرام هدنة تقود إلى اتفاق سلام بين حكومة بنيامين نتنياهو وفصائل فلسطينية بينها “حماس”، تتعلّق آمال كل الراغبين في السلام بمسار الحرب والسلام في فلسطين.
وخلال الساعات الأخيرة، ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية أن مفاوضات الهدنة في القاهرة “تسير بشكل إيجابي”، وأن المفاوضين المشاركين في المحادثات تمتّعوا بموقف “أكثر مرونة”، كما لفتت إلى إمكانية إحراز تقدّم خلال الأيام المقبلة، خاصة في ملف عودة السكان إلى شمال غزة، وهو ما اشترطته حركة حماس.
يقول الدكتور يوسف بدر، الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية: “يبدو أنّ بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، يسعى إلى تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية عليه في آن واحد، وذلك بالحديث عن مسألة تحرير الرهائن، وكذلك الهدنة مع حركة حماس في قطاع غزة، وإن كان نتنياهو وحكومته لم يبديا أي جدية في عملية التفاوض أو الهدنة حتى الآن، لكنه لم يبتعد عنها خشية من الضغوط التي تحاصره في الداخل والخارج”.
ويضيف يوسف بدر، في حديث خاص لـ”الوئام”: “رمى نتنياهو الكرة في ملعب ‘حماس’ بإعلان مكتبه تقديم مقترح جديد لحركة حماس في إطار محادثات القاهرة لتبادل الرهائن والأسرى وبحث مسألة الهدنة، وإن كانت الأنباء إيجابية عن محادثات القاهرة، لكنها ما زالت تحمل الكثير من الخلافات، لا سيما أن ‘حماس’ تريد الاستثمار في أي هدنة لإيقاف الحرب، لكن إسرائيل تستبعد ذلك وتخطّط لاستئناف عملية تفكيك قدرات حماس العسكرية وإنهاء حكمها في غزة”.
ويتابع الباحث في الشؤون الدولية أن “هذا ما يوسّع من احتمالية الخطر في منطقة الشرق الأوسط، إذ إن عملية استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، جاءت ردا على عمليات الحوثي والفصائل العراقية ضد مدينة إيلات، وكذلك جاءت عمليات فصائل في اليمن والعراق في إطار مساندة نظيرتها في غزة، إذ تشترط وقف الضربات الإسرائيلية على غزة حتى توقف هي الأخرى عملياتها، ما يعني أنّ المفاوضات إن لم تتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ملزم، ستعيش المنطقة في دائرة مفرغة من الصراع والقتال”.