سمير رؤوف – الباحث الاقتصادي المصري وخبير أسواق المال
بدأ الاقتصاد السعودي في تغيير استراتيجيته ليتحوَّل من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد متنوِّع، وبدأ في تطبيق استراتيجية هي الأسهل مع الاهتمام بالقطاع السياحي، وسرعان ما تحوَّل إلى مركز منافس في المنطقة، لينافس دولاً لها عمق في السياحة بشكل كبير، وسط تطوّر كبير في الفنادق على مدار 6 سنوات من العمل، ووصلت وفق بيانات رسمية، إيرادات القطاع السياحي في السعودية إلى 150 مليار ريال (ما يعادل 40 مليار دولار) خلال العام الماضي، وبنسبة ارتفاع بنحو 132% على أساس سنوي.
ومع التطوُّر الكبير لسياحة المهرجانات، جاءت أنشطة الفنون والترفيه في مقدّمة الأنشطة التي حقّقت نمواً استثنائياً بلغ 106%، مع التحوّل في استراتيجية أداء الاقتصاد بقرابة 27 مليون سائح، حسب التصريحات الرسمية الصادرة من وزارة السياحة، بالإضافة إلى الاقتصاد الرياضي، حيث استقبلت السعودية العديد من البطولات والمنافسات الدولية والإقليمية المهمّة التي أبهرت بها المجتمع الدولي.
ووصلت القيمة السوقية للدوري السعودي لكرة القدم إلى 1.27 مليار دولار، بينما بلغ إنفاق أندية الصندوق السيادي السعودي على ضم لاعبين في صيف 2023 فقط، 895 مليون دولار، في صفقات أسهمت في رفع القيمة السوقية للدوري وحجم الدعايات من الشركات العالمية وأرباح بالجملة.
وعن تأسيس شركات القطاع الخاص، فوصل عددها إلى 2.05 مليون منشأة؛ منها 1.41 مليون منشأة رئيسية، و642.37 ألف منشأة فرعية في 2023.
وبعد صفقة “أرامكو” في مارس 2024، ارتفعت أصول الصندوق بإجمالي يقدّر بـ940.6 مليار ريال، وهو أكبر مموّل للمشروعات التنموية في السعودية وخارجها في العديد من الدول العربية والأجنبية.
كما وصل إجمالي الاقتصاد غير النفطي إلى 1.7 تريليون ريال في 2023، وفق للبيانات الاقتصادية الرسمية، أي ما يعادل نصف اقتصاد السعودية، كما استفادت السعودية مِن الموارد النفطية في تمويل المشروعات، وسرعان ما انعكس الأمر على الأداء الاقتصادي الكلي، وتحسّن بشكل ملحوظ في معدلات النمو الاقتصادية، وتحسّن أيضا في التقييم العام للاستثمارات المالية المباشرة وغير المباشرة على الاقتصاد.