د. ناهد باشطح
إعلامية ومدربة في التشافي الذاتي، بدأت الصحافة عام 1985 وحصلت على ثلاث جوائز دولية في الإعلام
فاصلة:
” أكتب كي أنقذ نفسي ” – أورهان باموق –
****************
تبقى الكتابة ضمن فنون التعبير الحر، ولأنها كذلك اجتهد بعض العلماء في الا تكون مجرد هواية أو حتى حرفة، أقول ذلك وأنا اتصفح في مواقع التواصل الإجتماعي كثير من الفيديوهات التي تشير إلى قدرة الكتابة على تقديم المساندة النفسية لمن يكتب، وقلت في نفسي لو أن الامر كذلك ما شهد التاريخ مئات المكتئبين من الكتّاب والأدباء!
الواقع أن هناك خلط بين الكتابة اليومية ” JOURNAL” والكتابة العلاجية “WRITING THERAPY”
الكتابة اليومية أو التدوين هي كتابة الأحداث اليومية بصرف النظر عن تأثيرها النفسي علينا، بينما الكتابة العلاجية هي عملية تدوين أفكارنا ومشاعرنا حول تجاربنا الشخصية الصعبة ومواجهة مشاعرنا السلبية بهدف التحرر منها ،أو كما يصفها الدكتور LANAIL R. PLUMMER””: ” تشبه العملية بالجراحة: تفتح الجرح، وتنظفه بمساعدة متخصص مدرب، ثم تغلقه مرة أخرى، لهذا السبب يختلف العلاج بالكتابة عن كتابة اليوميات، فلا يمكننا أن نسمح لك بالعودة إلى المنزل بهذا الجرح المفتوح”.
وللكتابة العلاجية بروتوكول طوره الدكتور “DR.JAMES PENNEBAKER ” وهو الأكثر استخدامًا في الممارسة السريرية، مقارنة بنموذج “IRA PROGOFF” مكتشف طريقة الابعاد الأربعة للكتابة العلاجية ،فالدكتور جيمس يطلب كمعالج نفسي من العميل الكتابة عن تجربة مؤلمة لمدة ثلاث إلى خمس جلسات، على مدى أربعة أيام متتالية، لمدة 15-20 دقيقة لكل جلسة، وكان الدكتور جيمس عام 1986 قد اكتشف العلاج عندما طلب من مجموغة من الطلاب الكتابة ل 15 دقيقة يوميا عن اكبر موقف صعب في حياتهم وبعد متابعتهم لستة اشهر توصل الى العلاقة بين الكتابة التعبيرية والجهاز المناعي.
وعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، ظهرت أبحاث عدة تؤكد ان هناك فوائد محددة تفيد الكتابة العلاجية مثل “أداءالرئة ، التهاب المفاصل الروماتويدي، الألم في مرض السرطان، امراض المناعة ، آلام الحوض والتكيسات لدى النساء ، بالإضافة إلى دورها في التخفيف من مشكلات كاالانفصال عن شريك الحياة، الفقد ، البطالة، والضغوط النفسية”
المذهل أن بعض العلماء اكتشفوا انه لم يكن هناك فرق في الفعالية بين العلاج بالكتابة والعلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على الصدمات وفي مقالة للكاتبة المتخصصة في الصحة “MACAELA MACKENZIE ” الموسومة ب “قد يكون العلاج بالكتابة هو المفتاح لتحسين الصحة العقلية في عام 2023.. انها ليست نفس الكتابة اليومية” قدمت الكاتبة نتائج لعديد من الأبحاث التي تؤكد فعالية الكتابة العلاجية واختلافها عن التدوين واهمية الا يستخدمها الانسان دون مرشد نفسي لذلك على متابعي مواقع التواصل الحذر من استخدام طريقة للعلاج النفسي على أنها تدوين للأحداث العابرة في يومنا، فالخطر يكمن في مواجهة الانسان لمشاعر سلبية كامنة قد لا يحسن التعامل معها
** المصادر
-ايمان الزيات، الكتابة العلاجية بين العلم والفن، الرأي،2022
-Shilagh A. Mirgain, PhD and Janice Singles, PsyD ,Therapeutic Journaling,The PACT Act and your VA benefits, 2016
-MACAELA MACKENZIE, Writing Therapy Might Be the Key to Better Mental Health in 2023, glamour, 2023