الوئام- خاص
تتزايَد فرص الصراعات في مناطق شتّى بالمنطقة العربية، وتبقى القضية السودانية أحد الشواغل التي لا تغيب عن السياسة السعودية التي تسعى بكل قوة إلى وقف نزيف الدماء والاقتتال في البلد العربي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويترقَّب كثير من السودانيين استئناف المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال أيام؛ لإنهاء القتال المستمر بينهما منذ منتصف أبريل من العام الماضي، من خلال “منبر جدة”، فهل يكون استئناف مفاوضات جدة فرصة لإنهاء الصراع في السودان؟
يقول الدكتور عماد سنوسي، المحلل السياسي السوداني والخبير في الشأن الأفريقي، إنّه “في حال تغيير هيكلة وبنية ‘منبر جدة’ في شكله الحالي، مِن المتوقّع أن يكون هناك تقدّم كبير في التفاوض وتحوُّل العملية السياسية إلى مرحلة النجاح، لا سيما أن هناك أدوارا إقليمية وجهودا مميّزة للسعودية ومصر، لا يمكن إغفالها في دعم القضية السودانية خلال العام الماضي”.
ويضيف عماد سنوسي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن “منبر جدة يُمثّل فرصة مثالية لإنقاذ السودان مِن حافة الهاوية، ويُتوقَّع أن تُسفر جولات التفاوض المرتقبة في جدة خلال الأيام المقبلة، عن تطويق الأزمة المشتعلة بالحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع للعام الثاني على التوالي، لا سيما أنّ هناك توقعات غربية وإقليمية أن تكون جولة أخيرة للتفاوض”.
ويُوضّح المحلل السياسي أنّ “منبر جدة مِن المنابر المهمة التي يعوّل عليها الشعب السوداني بشدة في وقف نزيف الدماء بشكل نهائي، ووضع حدّ للحرب المستمرّة من منتصف أبريل 2023، وأعتقد أن هذه المرحلة تشهد تقاربات وتفاهمات سيُقدّمها الجيش والدعم السريع، ليس لأجل نيْل مكاسب ميدانية أو حقوق سياسية خاصة، وإنما ستسخّر لإنهاء الحرب ولصالح السودان في المقام الأول”.
ويُتابع الخبير في الشأن الأفريقي أنّ “الاجتماعات التي تمّت بين مسؤولين أمريكيين وسعوديين خلال الفترة الماضية، شهدت مناقشة ترتيبات ستُساعد بشدة على نجاح جولة ‘منبر جدة’ المقبلة، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الجيش والدّعم السريع”.