الوئام- خاص
الدكتور محمد أبوالعز – أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية
يشكل النوم المتقطع مخاطر كبيرة على الصحة القلبية، مما يسهم في تطور أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والعلاقة بين أنماط النوم المضطربة ووظيفة القلب والأوعية الدموية تؤكد على أهمية إعطاء الأولوية لانتظام النوم والحصول على الرعاية الطبية المناسبة، ويمكن للأفراد تحسين صحة قلوبهم، وتنظيم ضغط الدم، وتعزيز الرفاهية العامة، عن طريق تجنب النوم المتقطع.
ويعرف النوم المتقطع بأنه الاستيقاظ المتكرر ليلا أو الأنماط المجزأة من النوم، ويؤثر النوم المتقطع على الصحة العامة، بما في ذلك صحة القلب وضغط الدم، ويعتبر مشكلة صحية متزايدة الأهمية.
كما يزيد النوم المتقطع من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويؤثر النوم المتقطع على العمليات الطبيعية للجسم التي تساعد في الحفاظ على الصحة القلبية.
وتشير الدراسات إلى أن النوم المتقطع يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتؤدي الاستيقاظات المتكررة في أثناء الليل إلى نشاط مفرط في الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
ومع مرور الوقت، يمكن أن تسهم هذه التغيرات الفسيولوجية الناجمة عن النوم المتقطع، في تطور أمراض الشريان التاجي وفشل القلب، وغيرها من الحالات القلبية الوعائية.
كما يرتبط النوم المتقطع بارتفاع مستويات الالتهاب والإجهاد التأكسدي، وتكون المؤشرات الالتهابية؛ مثل البروتين التفاعلي-C (CRP) والإنترلوكين-6 (IL-6)، مرتفعة في الأفراد الذين يعانون من أنماط النوم المتقطعة.
ويعتبر الالتهاب المزمن المرتبط بالنوم المتقطع عامل خطر يساعد على الإصابة بتصلب الشرايين، وهي حالة تتميز بتصلب الشرايين، مما يمكن أن يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية القاتلة.
وتؤثر نوعية النوم السيئة على العمليات الأيضية، مما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين وخلل في مستويات الدهون، وترتبط هذه الاضطرابات الأيضية بشكل وثيق بتطور الأمراض القلبية الوعائية، لا سيما أن مقاومة الأنسولين، على سبيل المثال، يمكن أن تسهم في تطور داء السكري من النوع الثاني، وهو عامل خطر كبير لأمراض القلب.
ويعد النوم المتواصل وغير المتقطع ضروريا للحفاظ على مستويات ضغط الدم الطبيعية لدى الإنسان، ويمكن أن يؤدي النوم المتقطع إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم، وهو حالة تُعرف بـ”ارتفاع ضغط الدم”، وقد تؤدي الاستيقاظات الليلية المتكررة إلى زيادة في هرمونات الإجهاد؛ مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما قد يتسبب في ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات المتكررة إلى ارتفاع ضغط الدم المزمن.
وعادةً ما ينخفض ضغط الدم خلال النوم، وهي ظاهرة تُعرف بالتغافل الليلي، وهذا الانخفاض ضروري لصحة القلب والأوعية الدموية، حيث يمنح القلب والأوعية فترة من الراحة، ويؤثر النوم المتقطع على هذا النمط، ويعتبر الأشخاص الذين لا يعانون من انخفاض ضغط الدم الليلي أكثر عرضةً للأحداث القلبية الوعائية، مقارنةً بأولئك الذين ينخفض ضغط دمهم ليلا.
كما يمكن أن يؤثر النوم المتقطع على وظيفة البطانة للأوعية الدموية، مما يقلل من قدرتها على إنتاج أكسيد النيتريك، وهو جزيء أساسي لاسترخاء الأوعية الدموية.