توصل باحثون أمريكيون إلى اكتشاف واعد في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
فقد أظهرت دراسة حديثة أن دواءً تجريبيًا يُطلق عليه اسم “BLZ945” قادر على القضاء على الفيروس في الدماغ بنسبة كبيرة، مما يمثل خطوة مهمة نحو الشفاء الكامل من المرض.
يُعرف عن فيروس الإيدز قدرته على الاختباء في أعماق الجسم، خاصة في الدماغ، حيث يصعب على الأدوية التقليدية الوصول إليه، هذا الاختباء الفيروسي هو السبب الرئيسي الذي يجعل الإيدز مرضًا مزمنًا يتطلب علاجًا مدى الحياة.
يحيط بالدماغ حاجز وقائي يمنع دخول المواد الضارة، ولكن للأسف، هذا الحاجز يمنع أيضًا وصول الأدوية العلاجية إلى الفيروس المختبئ، نتيجة لذلك، يستمر الفيروس في التكاثر والتسبب في أضرار عصبية خطيرة للمصابين.
الدواء الجديد “BLZ945” تمكن من اختراق هذا الحاجز الواقي والوصول إلى الفيروس في الدماغ. وقد أظهرت التجارب التي أجريت على القرود المصابة بالإيدز أن هذا الدواء قادر على تقليل كمية الفيروس في الدماغ بنسبة تصل إلى 99%.
يعمل الدواء الجديد عن طريق استهداف خلايا معينة في الدماغ تؤوي الفيروس، مما يجعلها غير قادرة على الحفاظ عليه، وبالتالي، يضعف هذا الدواء من قدرة الفيروس على التكاثر والانتشار.
يعتبر هذا الاكتشاف خطوة بالغة الأهمية في مجال مكافحة الإيدز، حيث يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة قادرة على القضاء على الفيروس بشكل كامل، ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به قبل أن يتم اعتماد هذا الدواء للاستخدام على نطاق واسع.
سيقوم الباحثون في المرحلة القادمة بدراسة فعالية هذا الدواء بالاشتراك مع الأدوية التقليدية المضادة للفيروسات القهقرية، وذلك بهدف تطوير بروتوكول علاجي شامل للقضاء على الفيروس من الجسم بشكل نهائي.
يُعد هذا الاكتشاف بمثابة بارقة أمل جديدة للملايين من المصابين بالإيدز حول العالم، فمع استمرار الأبحاث والتطوير، قد يتحول حلم القضاء على هذا المرض المزمن إلى حقيقة واقعة في المستقبل القريب.