الوئام- خاص
استعدادات مكثفة تجرى في تونس، استعدادا لانطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراء جولتها الأولى في السادس من أكتوبر المقبل، وتترقب الأوساط السياسية والشعبية بدء السباق، خصوصا مع إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن قبول 3 مرشحين من أصل 17 مرشحا بصفة أولية، وهم: الرئيس قيس سعيد، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، والبرلماني السابق العياشي زمال.
ويجيز القانون الانتخابي للمرشحين المستبعدين حق تقديم الطعون أمام المحاكم، قبل إعلان القائمة النهائية للمرشحين في 4 سبتمبر المقبل.
وفي السياق، تقول أحلام العبدلي، الكاتبة والصحفية التونسية المتخصصة في الشأن الدولي، إن الأجواء قبل الانتخابات الرئاسية تتميز بديناميكية طبيعية ومتوقعة، موضحة أن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي يحظى بأهمية كبرى في الشارع التونسي، وتتنوع فيه الآراء بين مُساند ومنتقد، وهذا أمر عادي في خضم المناخ التعددي الذي تشهده الساحة السياسية التونسية.
وتضيف أحلام العبدلي، في حديث خاص لـ”الوئام”، أن المعارضة تُمارس حقها الطبيعي في النقد والرفض، وكما هو معلوم، النتائج تظهر على الميدان، فتونس بلد تشهد فيه الساحة قدرا لا بأس به من الحيوية السياسية، وهناك آليات وشروط واضحة وضعت من طرف هيئة الانتخابات، أسهمت بطريقة أو بأخرى، في وضع حد للممارسات السابقة التي سيطرت على جزء كبير من الانتخابات الماضية، خاصة في مسألة تقديم الترشيحات. وبوضع هيئة الانتخابات لشروط حاسمة وواضحة، اتخذت العملية الانتخابية مسارا أكثر جدية ووضوحا.
وتوضح الكاتبة والصحفية التونسية أن منظومة الإخوان، وما يسمى بجماعة “24 جويلية”، مسؤولة في جزء مهم، إما بطريقة مباشرة وإما بالتواري وراء الحلفاء، عن محاولة توتير الأجواء قبل الانتخابات أو شن حملات إعلامية ممنهجة، منذ سقوط منظومتها في 25 يوليو 2021.
وتنهي العبدلي حديثها مشيرة إلى أن نِسب الإقبال في هذه الانتخابات ستكون جيدة، نظرا لخصوصية هذه الانتخابات، وباعتبار أن الانتخاب فيها على شخص الرئيس، مؤكدة أن التونسيين لديهم علاقة خاصة بالانتخابات الرئاسية، تفوق بكثير العلاقة بالانتخابات البرلمانية أو البلدية، والرئيس قيس سعيد الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات والأغلب منذ الجولة الأولى.