الوئام- خاص
أبوبكر الديب – مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي
تعد منطقة الشرق الأوسط مخزنا مهما للطاقة على مستوى العالم، وتضم كميات ضخمة من النفط والغاز، يعتمد عليها العالم بشكل عام، بالإضافة إلى أن الشرق الأوسط منطقة حيوية، تضم العديد من الموانئ البحرية المهمة والمضايق، لا سيما مضيقي هرمز وباب المندب.
ويمر حول الشرق الأوسط نحو 45% من حجم التجارة الدولية في المحيط الهندي، يدخل منها 15% إلى البحر الأحمر، ويمر من البحر الأحمر نحو 10% من النفط المحمول بحرا، و8% من حجم الغاز المحمول بحرا أيضا.
وبالتالي، الشرق الأوسط منطقة بالغة الأهمية بالنسبة إلى اقتصادات العالم أجمع، وأي توترات جيوسياسية في الشرق الأوسط تلقي بتداعيات سلبية، اقتصاديا وسياسيا، على دول العالم، وترفع من معدلات التضخم بالأقاليم المختلفة.
وتعتبر الدول الأوروبية أول المتضررين من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إذ ترتفع أسعار النفط والمحروقات، خاصة مع حاجة الأوروبيين الماسة خلال الأشهر الأخيرة، لبديل للغاز الروسي، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وباتت أسعار النفط والطاقة تتجه إلى أعلى مستويات لها خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع ارتفاع سقف التهديدات والتوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، في ظل احتمالات اندلاع حروب جديدة بالمنطقة، إلى جانب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وبات النفط والغاز والسلع الاستراتيجية، المحمولة بحرا، في مرمى ارتفاع أسعارها، خاصة مع ارتفاع التهديدات في البحر الأحمر وزيادة التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، وارتفاع تكلفة الشحن البحري، مع اتجاه العديد من السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهي أمور تتسبب في رفع أسعار السلع والمحروقات.