الوئام – خاص
من المرجح أن تكون الحرب في السودان الأكثر فتكاً من أي صراع آخر، حيث إن ثالث أكبر البلدان في إفريقيا مشتعلًا منذ أكثر من عام، كما أن حجم السودان وموقعه يجعله مُحركاً للفوضى خارج حدوده.
أزمة تتخطى الحدود
ومن جانبه قال كمال إدريس المحلل السياسي السوداني، إن السودان يعيش أزمة سياسية، اقتصادية وأمنية حادة يتخطى خطرها حدوده الجغرافية، مشيرًا إلى أن هذا الصراع لن يتوقف تأثيره على الوضع الداخلي فحسب، بل سيمتد ليشمل المنطقة بأسرها، وهذا الواقع تدعمه عدة حقائق تتمثل أهمها أن الحدود المشتركة مع العديد من الدول، أصبحت الملاذ الآمن للاجئين الهاربين من أتون الحرب، كما يمكن أن تكون في الوقت نفسه منفذا للجماعات المسلحة.
وأضاف “إدريس” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”: “تأثيرات الحرب في السودان ستؤثر لا محالة على الأمن الإقليمي، فقد تُشجع الأوضاع المتوترة في السودان دولاً مثل إثيوبيا وجنوب السودان على اتخاذ مواقف أكثر تشددًا في نزاعاتها الداخلية وتغري الأوضاع الأمنية الهشة بالتدخلات الخارجية، فليس من المستبعد أن تشهد المنطقة تدخلات من قوى إقليمية أو دولية تسعى لحماية مصالحها، مما يعقد الأوضاع أكثر”.
تفاقم الأوضاع
واختتم حديثه وقال: “أما في حال استمرار الوضع كما هو عليه، واستمرار الصراع، فإنه من المؤكد أن تمتد آثاره لمناطق أخرى بشكل يفاقم الأوضاع ويخلق أزمة إنسانية وأمنية أكبر، خاصة في حال عجزت الأطراف المعنية عن التوصل لتسوية، وقد ينتهي الأمر بتقسيم البلاد، مما يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة”.