الوئام – خاص
جددت إيران تهديدها بالرد على مقتل حسن نصر الله في الوقت الذي ينتظر فيه العالم ردها على مقتل إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران، فيما لا تزال المنطقة تترقب ردود الأفعال على العدوان الإسرائيلي الغاشم على الضاحية الجنوبية في لبنان.
ثمن فادح
وتعليقًا على الأمر قال الدكتور هاني سليمان، الباحث في العلاقات الدولية، إنه من المهم النظر لحجم الرد المنتظر فهل سيكون رد من خلال بعض الهجمات الصاروخية الشكلية كما كان في السابق، أم الاكتفاء ببعض العمليات التي يغلب عليها الاستعراض بعيدا عن توجيه ضربات حقيقية تتماشى مع حجم الخسارة والثمن الفادح الذي دفعه حزب الله خلال الشهور السابقة، وصولا إلى مقتل حسن نصر الله، فالحزب يواجه أزمة تاريخية، وأزمة وجود ليست متعلقة به فقط، ولكن متعلقة بالمحور الإيراني.
وأضاف “سليمان” في تصريحات خاصة لـ”الوئام”، أن حزب الله يعاني من فراغ للقيادات بشكل كبير بعد الضربة الأخيرة التي تعرض لها، وهي خسارة لإيران أيضًا حيث أنه تم استهداف إسماعيل هنية من قبل في قلب طهران وبذلك فإن الحزب وإيران يعانيان من الضعف الشديد فحزب الله خسر الحرب قبل أن يحارب.
وتابع الباحث السياسي: “بناء على ذلك نقول أن حزب الله لن يرد على اغتيال حسن نصر الله والقيادات المختلفة لأن الرد يجب أن يكون بفتح جبهة شاملة ومفتوحة وحرب شاملة مع إسرائيل وهذا يحيلنا إلى القرار الإيراني لأن ما حدث ويحدث الآن هو نتاج طبيعي للتشرذم وعدم الجرأة على اتخاذ الرد على الانتهاكات الإسرائيلية فحالة التردد والشك وعدم اليقين التي عانى منها الحزب في انتظار القرار الإيراني هو ما تسبب في هذه الضربات المؤلمة التي تعرض لها”.
واستكمل حديثه وقال: “أيضاً حالة الفراغ السياسي الموجودة الآن وحالة الارتباك ستستمر خلال الفترة القادمة جراء الفجوة التي نتجت عن مقتل حسن نصر الله حتى لو تم تعويضه بأي من القيادات مثل هاشم صفي الدين صهر قاسم سليماني ولكن الإشكالية ليست متعلقة بالعنصر بقدر ما هي متعلقة بحالة الشلل والجمود”.
قدرة حزب الله
واختتم: “وإشكالية العلاقة بين حزب الله وإيران تطرح سؤالا مفاده : هل الحزب قادر على صياغة مقاربة أحادية التعاطي مع إسرائيل والمواجهة الشاملة دون الالتزام بقواعد الاشتباك الإيرانية أم لا ؟”.