الوئام- خاص
تظهر التنظيمات الإرهابية في سوريا كتهديد مستمر بعد سقوط النظام السوري، ويعتمد مستقبلها على قدرة الأطراف الدولية والمحلية على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، وفي ظل غياب حلول جذرية، يبقى خطر تلك التنظيمات حاضرا، ما يستدعي تعاونا أكبر لمواجهتها ومنع تمددها من جديد.
وعلى الرغم من إعلان هزيمه “داعش” رسميا في مارس 2019، بعد سقوط آخر معاقله في الباغوز، بمحافظة دير الزور، لا يزال التنظيم الإرهابي يشكل تهديدا أمنيا في سوريا، وتستغل بقايا التنظيم الفراغ الأمني في بعض المناطق، خصوصا في البادية السورية، لتنفيذ هجمات متفرقة وإعادة تنظيم صفوفها.
استغلال الفوضى
وفي السياق، يرى حسام الحداد، الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي، أنه في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بسوريا الآن، نتربص التنظيمات الإرهابية لاستغلال الفوضى المحتملة التي تهدد البلاد، وستكون فرصة تغتنمها الجماعة الإرهابية التي تسعى إلى استعادة الأراضي وإعادة إطلاق طموحاتها.
ويقول حسام الحداد، في حديث خاص لـ”الوئام”، إن الفوضى في مصلحة تلك التنظيمات، لأنها انتظرت كثيرا من الوقت وأعاد بناء شبكاتها في جميع أنحاء البلاد، رغم أن المؤكد أن “داعش” بعيد كل البعد عن القوة التي بلغ ذروتها في السابق، عندما سيطر بين عامي 2014 و2019 على مساحات شاسعة من الأراضي بين سوريا والعراق، وحاليا لا يعيش التنظيم إلا في الجيوب المفقودة في الصحراء الشاسعة، في شرق البلاد.
إعادة تنظيم الصفوف
الباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي يضيف: “في المرحلة الانتقالية الدقيقة التي تنتظرنا، تُعيد تلك التنظيمات نفسها، مؤكدًا أن تنظيم “داعش” حتى لو تبقى منه عناصر قليلة، يظل تهديدا حقيقيا وخطيرا، كما أن أنشطة التنظيم تزايدت خلال الأشهر الأخيرة، وارتفع من جديد عدد الهجمات في سوريا، بعد انخفاضه بين عامي 2019 و2023.