الدكتورة ميادة غانم – استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي
يُعدّ التواصل الناجح حجر الأساس لأي علاقة بشرية، سواء بين فردين أو بين الإنسان ومجموعة من الأشخاص. يعتمد هذا التواصل على الصدق، والتعاطف، والوعي بالذات وبالآخرين، إذ يُشكّل كل حوار فرصة للتعلّم والتطور وتعزيز العلاقات.
أسس نجاح التواصل البشري:
- فهم الذات أولًا
التعرّف على المشاعر والأفكار: كن واضحًا مع نفسك بشأن ما تشعر به وما تريد التعبير عنه.
تحديد هدف التواصل: هل تسعى إلى توضيح فكرة؟ فهم الطرف الآخر؟ حل مشكلة؟
- تطوير مهارات الاستماع
الاستماع الفعّال: أصغِ للطرف الآخر دون مقاطعة، وامنحه انتباهك الكامل.
التفاعل مع الحديث: استخدم عبارات مثل “أفهمك” أو “أخبرني المزيد”.
قراءة ما بين السطور: انتبه لنبرة الصوت ولغة الجسد، فهما يُكملان الكلمات المنطوقة.
- اختيار الكلمات بعناية
الوضوح والمباشرة: استخدم لغة بسيطة لتجنّب سوء الفهم.
تجنّب النقد الجارح: استبدل العبارات السلبية بأخرى بنّاءة.
استخدام “أنا” بدلًا من “أنت”: مثلًا، بدلًا من قول “أنت دائمًا تفعل كذا”، قل “أنا أشعر بكذا عندما يحدث كذا”.
- إتقان لغة الجسد
الحفاظ على التواصل البصري: يعكس الثقة والاهتمام.
استخدام تعابير وجه ملائمة: لتعزيز الانسجام مع الطرف الآخر.
الانتباه لوضعية الجسم: اجعلها مريحة وغير متصلبة لتعكس الانفتاح.
- التحكم في العواطف
التأني قبل الرد: عند الشعور بالغضب، خذ وقتًا للتهدئة.
تجنب الانفعالات المبالغة: ركّز على الموضوع بدلاً من التصعيد.
إظهار التعاطف: تفهّم مشاعر الطرف الآخر وقدّرها.
- بناء الثقة في الحوار
الصدق: لا تقل شيئًا لا تعنيه.
الالتزام بالوعود: نفّذ ما تتعهّد به خلال الحوار.
الاعتراف بالخطأ: إذا أخطأت، اعترف واعتذر بصدق.
- التدرب على التواصل في مواقف مختلفة
في العمل: تدرب على تقديم الأفكار بوضوح ومهنية.
في المنزل: تواصل بانتظام مع العائلة وشاركهم مشاعرك.
مع الأصدقاء: ناقش موضوعات خفيفة لتحسين أسلوبك في الحوار.
- طلب التغذية الراجعة
اسأل الآخرين عن رأيهم في طريقة تواصلك معهم.
تقبل النقد بروح إيجابية، واعتبره فرصة للتحسين.
التواصل الفعّال ليس مجرد مهارة، بل أسلوب حياة يُسهم في تعزيز العلاقات الشخصية والمهنية، ويمنحك قدرة أكبر على التأثير الإيجابي في محيطك.