عبود بن علي آل زاحم
في حياتنا اليومية، نواجه تحديًا مستمرًا في محاولة تحقيق رضا الآخرين، سواء كان ذلك في العمل، الأسرة، أو المجتمع. هذا التحدي، رغم كونه دافعًا لتحسين الذات، قد يتحول أحيانًا إلى عبء نفسي إذا لم نضع له حدودًا واضحة. الحقيقة التي يجب أن نتقبلها هي أن إرضاء الجميع أمر مستحيل، ولكن يبقى الاحترام واجبًا لا يقبل المساومة.
كل فرد في هذا العالم له آراء، تطلعات، ووجهات نظر مختلفة. ومن الطبيعي أن تختلف هذه التوجهات من شخص لآخر. لهذا السبب، ليس من الواقعي أن نحاول أن نكون “مُرضين” للجميع. السعي وراء رضا الجميع قد يؤدي إلى إرهاق نفسي وشعور دائم بالإحباط. علينا أن ندرك أن القبول الذاتي واحترام قناعاتنا هما أساس بناء علاقات صحية ومتوازنة.
في المقابل، الاحترام هو قيمة إنسانية تعزز التفاهم والتواصل بين الناس. حتى عندما نختلف، فإن تقديم الاحترام للآخرين يعكس نضجنا وأخلاقنا. الاحترام لا يعني الموافقة، بل هو الاعتراف بحق الآخرين في التعبير عن آرائهم واختياراتهم، دون التقليل من شأنهم أو السعي لفرض قناعاتنا عليهم.
كيف نوازن بين الاثنين؟
• حدد أولوياتك: ضع قناعاتك وأهدافك الشخصية في المقدمة، واعمل على تحقيقها دون الإضرار بالآخرين.
• تعامل بمرونة: لا تكن صلبًا في مواقفك، فالمرونة تساعدك على التفاهم مع الآخرين دون التضحية بمبادئك.
• تعلم فن الحوار: حتى في الخلاف، يمكن للنقاش الهادئ والمحترم أن يفتح آفاقًا جديدة ويقرب بين القلوب.
• احتفظ بهويتك: لا تدع رغبتك في إرضاء الآخرين تدفعك لتغيير مبادئك أو هويتك.
الحياة رحلة مليئة بالتحديات والاختلافات. لذلك، ليس علينا أن نرضي الجميع، ولكن واجبنا كأفراد أن نكون محترمين، واعين بأن الاحترام هو الجسر الذي يربط بين اختلافاتنا، ويعزز الإنسانية التي تجمعنا.