سارة بن شمران – شوق الغامدي – الرياض
أصبح مفهوم “إطالة العمر الصحي” محط أنظار الباحثين وصناع القرار في عالم يتجه نحو التركيز على جودة الحياة وليس فقط طولها، فالعمر الصحي لا يعني مجرد العيش لفترة أطول، بل يعني العيش بحياة خالية من الأمراض والإعاقات التي قد تقيد النشاط اليومي وتقلل من الاستمتاع بالحياة.
تشير الدراسات إلى أن تدهور الصحة مع التقدم في العمر يفقد الإنسان القدرة على الاستمتاع بالحياة بشكل كامل، ومع ذلك، فإن الأبحاث المتعلقة بإطالة العمر الصحي لا تزال تعاني من نقص في التمويل، على الرغم من أهميتها الكبيرة.
العالم يحتاج إلى حلول مبتكرة لتحسين جودة الحياة مع التقدم في العمر، خاصة في ظل ارتفاع متوسط الأعمار عالميًا، ففي السعودية، على سبيل المثال، من المتوقع أن يرتفع عدد الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا بشكل ملحوظ في العقود القادمة.
وفقًا للتقارير شهد متوسط العمر تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بسبب التطورات في الرعاية الصحية ونمط الحياة، حيث كان يقدر متوسط العمر في المملكة عام 1990 بـ18 عامًا في حين يقدر حاليًا بنحو 30 عامًا ومن المتوقع أن يصل إلى 40 عامًا في 2050.
وهذا يضع تحديات كبيرة على النظام الصحي، الأمر الذي يتطلب استراتيجيات فعالة للوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل أمراض القلب والسكري وهشاشة العظام.
ومن الجدير بالذكر أن إطالة العمر الصحي ليست مجرد هدف صحي، بل هي أيضًا أحد الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحسين صحة المواطن ورفع جودة حياته بالإضافة إلى توفير 40 ترليون دولار سنويًا.
الوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر، إلى جانب التقدم العلمي الذي جعل العديد من الأمراض قابلة للعلاج، يسهمان بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف.
ويمكن أن يؤدي تحسين نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، إلى إطالة العمر الصحي بمعدل قد يصل إلى 12 شهرًا.
كما أن الاستثمار في البحوث الطبية والتكنولوجيا الصحية يمكن أن يساعد في اكتشاف علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بالعمر، مما يعزز من جودة الحياة لكبار السن.
إن إطالة العمر الصحي ليست مجرد حلم، بل هي ضرورة في عالم يتجه نحو الشيخوخة السكانية، من خلال التركيز على الوقاية والعلاج والاستثمار في البحوث الصحية، حتى يتمتع الجميع بحياة صحية ونشطة حتى في سن متقدمة.