الدكتورة تولين حداد – المتخصصة بالطب الصيدلي
يُعد التدخين من العادات الضارة التي تؤثر على صحة الإنسان بشكل شامل، ومن أبرز تأثيراته هو تأثيره على الشهية والرغبة في تناول الطعام.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن النيكوتين، المادة الفعالة في السجائر، تلعب دورًا مباشرًا في تقليل الشهية، مما يجعل المدخنين أقل رغبة في تناول الطعام مقارنة بغير المدخنين.
يعمل النيكوتين على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والدوبامين، والتي تؤثر بدورها على مراكز الجوع في الدماغ، وهذا التحفيز يمكن أن يعطي شعورًا زائفًا بالشبع أو يقلل من الإحساس بالجوع.
ولهذا السبب، يلاحظ أن بعض الأشخاص يلجؤون إلى التدخين كوسيلة للتحكم في الوزن أو كبديل لتناول الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخين على حاسة التذوق والشم، مما يجعل الطعام أقل جاذبية، ويقلل من المتعة المرتبطة بتناوله. كما قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الحموضة أو التهاب المعدة، والتي قد تُضعف الرغبة في الأكل.
صحيًا، فإن التدخين المزمن قد يُحدث تغييرات في الجهاز الهضمي، مثل ضعف امتصاص العناصر الغذائية، أو الإصابة بالتهابات في المعدة أو الأمعاء، مما يُقلل من الرغبة في الأكل بسبب الألم أو الانزعاج. كما يُمكن أن يؤدي إلى حالات من سوء التغذية أو فقدان الوزن غير الصحي، خصوصًا عند الفئات الأكثر هشاشة مثل كبار السن أو المرضى ، اضافة الى الاصابة بالسرطانات المختلفة.
لذا، فإن العلاقة بين التدخين وفقدان الشهية تتجاوز الأسباب البيولوجية، لتشمل عوامل اجتماعية وثقافية وصحية، مما يبرز أهمية الوعي المجتمعي بمخاطر هذه العادة وتأثيرها على نمط الحياة والتغذية.