أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون في السويد على وجود رابط خطير بين قلة النوم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى لدى الشباب والبالغين الأصحاء.
وجد الباحثون أن حرمان الأفراد من النوم لثلاث ليالٍ متتالية فقط يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الجسم تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة.
وتركز الدراسة، التي نشرتها صحيفة “نيويورك بوست”، على تأثير قلة النوم على مجموعة من الشباب الأصحاء الذين يتمتعون بعادات نوم جيدة.
وقد قام الباحثون بمراقبة المشاركين في مختبر للنوم، حيث تم التحكم بدقة في وجباتهم ومستويات نشاطهم البدني.
وخلال إحدى الجلسات، حصل المشاركون على قسط كافٍ من النوم لثلاث ليالٍ متتالية، بينما لم يناموا سوى أربع ساعات تقريبًا في الليلة خلال الجلسة الأخرى.
وقد أوضح الدكتور جوناثان سيدرنايس، قائد الدراسة والمحاضر في جامعة أوبسالا، أن الدراسات السابقة التي تناولت العلاقة بين قلة النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية ركزت بشكل أساسي على الأفراد الأكبر سنًا والذين لديهم بالفعل عوامل خطر للإصابة بهذه الأمراض.
وهدفت هذه الدراسة إلى فحص التأثير على الشباب الأصحاء.
وقد قام الباحثون بسحب عينات دم صباحية ومسائية من المشاركين خلال الجلستين التجريبيتين، بالإضافة إلى عينات أخرى بعد ممارسة تمارين رياضية عالية الكثافة.
وقد قاموا بتحليل حوالي 90 بروتينًا في الدم، ووجدوا ارتفاعًا في مستويات العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهاب بعد الليالي التي عانى فيها المشاركون من قلة النوم.
ويشير الباحثون إلى أن الالتهاب المزمن يمكن أن يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية، وهو عامل رئيسي في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وقد علق الدكتور سيدرنايس على هذه النتيجة قائلًا: “كان من المثير للاهتمام أن مستويات هذه البروتينات ارتفعت… لدى الأفراد الأصغر سناً والذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة سابقاً بعد بضع ليالٍ فقط من الحرمان من النوم”.
ويؤكد هذا الاكتشاف على الأهمية الحاسمة للحصول على قسط كافٍ من النوم لصحة القلب والأوعية الدموية في جميع مراحل الحياة.
فيما حملت الدراسة بعض الأخبار الجيدة، حيث وجد الباحثون أن مستويات البروتينات المرتبطة بالآثار الإيجابية للتمارين الرياضية زادت لدى المشاركين، حتى في فترات قلة النوم، مما يسلط الضوء على الفوائد المتعددة للنشاط البدني.