تصاعد حدة الصراع بين عصابات المافيا داخل حوزة قم الإيرانية

مازالت الأزمات الطاغية وأزمة العجز والإفلاس تهز أركان نظام الملالي، حيث انتشرت نار هذه الأزمة في الحوزات مما أدى إلى اصطفاف الزمر المتنافسة في وجه بعضهما البعض.

ويبدو صراع عصابات النظام إضافة إلى الصراع لكسب حصة أكبر من النهب، يدور أيضا على كيفية اختيار طريقة لاستمرار النظام على الحكم.

أيها الاصلاحي وأيها الأصولي انتهت اللعبة

وأظهرالشعب الإيراني والمقاومة الايرانية في انتفاضة عام 2018 بشعار:«أيها الاصلاحي وأيها الأصولي انتهت اللعبة كفى زيفكما» أن المقاومة الايرانية تريد الإطاحة بالنظام بشكل كامل بجميع عصاباته ومجموعاته. صراع علني بين رأسين في سلطتين للنظام نتيجة بلوغ الأزمة ذروتها في رأس نظام الملالي.

ثورة ضد الحوازت

وبحسب التفاصيل فقد نظم عدد من العملاء التابعين لخامنئي تجمعًا ضد رؤساء السلطات الثلاث في حوزة الملالي بمدينة قم بذريعة دعم خامنئي.

وكتب موقع تابناك في تقريره عن هذا التجمع قائلًا: «في اليوم الماضي، بعض الطلاب والعلماء والأساتذة في حوزة قم العلمية تجمعوا في مدرسة فيضية دعمًا لبيان الخطوة الثانية للثورة. وفجر  بيان في صفحتين في مدرسة فيضية بمدينة قم ومن ثم في الفضاء المجازي».

ويهجم هذا البيان على رؤساء السلطات الثلاث مطالبًا بتنظيم مسيرة من مدينة قم حتى قبر خميني الدجال ويتابع قائلًا: «إن مجتمعنا تعرض لتفشي الفقر والبؤس والمشكلات المعيشية الخطيرة من جراء حالات الغدر والخيانة لنظراء حسن روحاني بأقل خلفية علمية وحوزوية».

سؤال بلا جواب
ثم ظهر الملا فاضل ميبدي عضو المجمع الحكومي لمدرسي الحوزة إلى الساحة متسرعًا وأبدى خوفه تجاه الظروف المتفجرة لحكم الملالي في حوار أجراه معه موقع انتخاب.

ويتساءل المراسل ميبدي قائلًا: «لا يخفى على أحد الثمن والتداعيات السلبية لهكذا أجواء. والسؤال هو، كيف لا يزال هؤلاء ينشطون ولكن لا يتخذ إجراء لمواجهتهم؟»

ويرد الملا فاضل ميبدي قائلًا: «باعتقادي على الأجهزة الرسمية أن تبذل قصارى جهدها لاستطلاع مصدر هذه المجموعة لإقلاع جذرها.

وعدم اتخاذ خطوة عملية ضرورية من أجل مواجهة المتشددين هو سؤال لا يمكن العثور على جواب له في الحقيقة».
ويتابع هذا المراسل لموقع انتخاب يقول: «لو تسلموا ردًا مقنعًا لشعار ”مسبح فرح ينتظرك“، لما كانوا يسمحون لأنفسهم الإعلان عن الانتفاضة في قم» .

شعار أجدر بالاهتمام!
وما يشير إليه مراسل موقع انتخاب هو حقيقة حادث وقع في 16أغسطس/آب 2018 حيث تم تهديد الملا روحاني خلال الصراع الفئوي من قبل الزمرة المنافسة في تجمع بما انتهى المطاف بمصير رفسنجاني.

وفي هذا الشأن قال الملا حميد روحاني رئيس مؤسسة توثيق الثورة في مدينة قم: «لقد كان الشعار الأجدر بالاهتمام في التجمع هو شعار ”يا من التفاوض شعارك، مسبح فرح بانتظارك“ الذي أشار إلى من لديهم مقاليد السلطة ويعيشون في القصور وتصيبهم السلطة بالسكران» .

إضعاف النظام برمته
وليس بروز الخلافات بين الزمر المتنافسة في حوزة قم أمرًا جديدًا حيث يحشد الولي الفقيه في النظام الرجعي عملاءه ضد التيارات المعارضة في الحوزة أو ضد حسن روحاني.

وتذرع خامنئي بالملالي البلطجيين في الحوزة العلمية ضد منافسيه الحوزويين وحكومة حسن روحاني من أثار كسر شوكة ولايته بحيث أنه يضطر إلى قبول مواجهة عناصر الباسيج البلطجية التابعة له الذل والخزي في حوزة الملالي وحتى يحشدهم ضد المؤسسات التنفيذية في البلاد.

وفي وقت سابق تجمع عملاؤه لبضع مرات ضد حضور علي لاريجاني رئيس مجلس شورى النظام.

ولا يعني إضعاف حسن روحاني وحكومته وعلي لاريجاني من جانب عملاء خامنئي في قم إلا إضعاف النظام برمته.

ولكن ونظرًا لكسر شوكة ولاية خامنئي فإنه مضطر إلى حشد عملائه في الحوزة بين حين وآخر من أجل المناورة والتظاهر بالقوة.

رسالة خامنئي لملالي الحوزة
وتنظيم التظاهرة في الحوزة ضد حسن روحاني وعلي لاريجاني من قبل ملالي خامنئي وإطلاق الشعارات ضد روحاني ورؤساء السلطات يحمل رسالة وهي أن يحسب هؤلاء حسابهم ولا يتقدموا. كما يوجه رسالة للملالي المعارضين في الحوزة أنه عليهم أن يحسبوا حسابهم أكثر فأكثر بالمقارنة برؤساء السلطات الذين يعيشون هكذا ظروف.

حوزة علمانية
يتهم خامنئي وعملائه نظير رحيم‌ بور ازغذي والملا أحمد علم‌الهدى وأمثالهما الحوزات العلمية بجذور علمانية في الحوزات العلمية. والعلمانية هي عنوان يطلق النظام على جميع معارضي ولايه الفقيه في الحوزة.

وأكد الملا أحمد علم‌ الهدى ممثل وخطيب الجمعة في مدينة مشهد أن العلمانية هي أخطر التهديدات في الحوزات العلمية وقال: «للأسف لقد انتشر مرض العلمانية في بعض من جوانب حوزاتنا العلمية وطالت بلية العلمانية تيارات السياسية بالتحديد».

ويعود السبب لإطلاق عنوان العلمانية على الملالي والحوزات التابعة للملالي من قبل عناصر زمرة خامنئي إلى أن النسبة الملحوظة من الملالي في الحوزة بدأوا يقفون في وجه خامنئي ولا يرضخون لأمره.

كما أذعن الملالي والعناصر التابعة لزمرة الولي الفقيه بالفجوة والاختلاف بين الحوزة وحكم الولاية حيث سبق وأن أذعن بذلك كبار المسؤولين في النظام.

وما يضطر كبار المسؤولين في النظام إلى الإذعان به الآن هو عمق الأزمة وشدتها في الكيان الرئيسي للملالي، الأمر الذي يعتبر بمثابة نموذج عن الظروف المضطربة التي طالت هذا النظام الغارق في الأزمات من قمة الرأس حتى أخمص القدم.

وهي الأزمة التي تتخذ يوميًا أبعادًا جديدة لها خوفًا من ارتفاع نبرة الانتفاضة في حين قرر الشعب الايراني ومعاقل الانتفاضة تواصل الانتفاضة لحد يوم اسقاط النظام برمته.