أردوغان يتاجر باعتداء نيوزيلندا الإرهابي قبل الانتخابات المحلية

منذ الحادث الإرهابي المأساوي الذي هز العالم بالهجوم على مسجدين في نيوزيلندا ما خلف 50 قتيلا وأكثر من 40 مصابا، ولم يفوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفرصة لاستغلال الحادث سياسيا في معركته الانتخابية المقبلة.

هجوم نيوزيلندا المأساوي كان مادة استغلها الرئيس التركي في الترويج لحزبه بالانتخابات المحلية التركية المقرر لها 31 مارس الجاري.

انحدر خطاب الرئيس التركي الأخير إلى مستوي الإرهابي الأسترالي الذي نفذ الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا، حين رد عليه بعبارات "متطرفة" تشبه تلك التي كتبها القاتل في رسالة مطولة قبل تنفيذ الاعتداء الإرهابي.

وفي استغلال للتاريخ، استرجع الرئيس التركي معركة جاليبولي التي دارت رحاها أثناء الحرب العالمية الأولى (1915)، وفشلت خلالها القوات الأسترالية والنيوزيلندية والبريطانية والفرنسية في السيطرة على شبه جزيرة جاليبولي، في محاولة للدخول إلى إسطنبول، العاصمة العثمانية آنذاك.

وقال أردوغان خلال خطاب، الاثنين، ضمن حملة الانتخابات البلدية لحزبه، "إن أي شخص جاء إلى تركيا لأسباب معادية للمسلمين، رجع منها في تابوت"، وفق ما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية.

وأضاف أردوغان أن تركيا "ستكتب التاريخ مرة أخرى، إذا وقف أي شخص ضد الأتراك والمسلمين وكل المظلومين"، في تعليق موجه إلى منفذ الهجوم المسلح على المسجدين في نيوزيلندا، برينتون تارانت.

ورد الرئيس التركي على العبارات المتطرفة التي وردت في رسالة تارانت قبل تنفيذ الهجوم على المسجدين: قائلا: "لقد جاء أجدادك وعادوا في توابيت. إذا أتيت مثل أجدادك، فتأكد أنك ستعود مثلهم".

وكتب تارانت على إحدى البنادق التي استخدمها في الهجوم على المسجدين تاريخ 1571، في إشارة إلى "معركة ليبانتو" البحرية، التي خسرتها الدولة العثمانية.

وقد وبخ وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز، أردوغان على استخدامه فيديو الهجوم على المسجدين، قائلا إنه أخبر وزير خارجية تركيا مولود تشاويش أوغلو بخطورة ذلك على نيوزيلندا.

ولا تزال مقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم، والتي بثت مباشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تُعرض خلال المؤتمرات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية التركية رغم حجبها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

خلال مؤتمر انتخابي الثلاثاء هتف أردوغان في مدينة إيريجلي بإقليم زونجولداق على البحر الأسود قائلا: "هل انتبهتم للأسماء والتواريخ التي دونها قاتل نيوزيلندا على سلاحه؟.. يمكنكم أن تشاهدوا البندقية مصوبة نحو الباب.. التاريخ 15 مارس".

ولم يخف أردوغان نيته المباشرة من التلويح بالحادث عندما قال وسط أنصاره، إنه لهذا السبب فإن الانتخابات هي مسألة بقاء بالنسبة لتركيا.

وعرضت أجزاء من مقطع الفيديو على شاشة ضخمة كان ينظر إليها أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال المؤتمر الانتخابي.

وانتهى مقطع الفيديو على الشاشة خلال المؤتمر الانتخابي بصورة لكمال كيليتشدار، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، الذي يهاجمه أردوغان لحديثه عن الإرهاب الذي يأتي من العالم الإسلامي.

لم تكن تصريحات أردوغان عن اعتداء نيوزيلندا الإرهابي لاستغلالها سياسيا هي الأولى من نوعها، ففي العام 2013 غرد الرئيس التركي عبر حسابه باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، موجها خطابه للرئيس السوري بشار الأسد أعقاب اندلاع الأحداث السورية "أقول للأسد لقد اقترب عدد الضحايا الذين قتلوا في سوريا من 100 ألف إنسان، قسما بربي ستدفع الثمن غاليا".

لكن تطورات الأحداث مرورا بالفترة ما بين 2013 حتى أواخر 2018 كشفت عن نية أردوغان بشأن تهديداته لبشار الأسد، بعدما أسقط اللثام صراحة بالتدخل في الشمال السوري لتوسيع مشروعه المعلن مسبقا من جانب حكومته في الجانب السوري، تحت ذريعة محاربة قوات سوريا الديمقراطية الهادفة بالأساس إلى محاربة تنظيم داعش الإرهابي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.