صور مرسومة من داخل سجن إيراني تشكف انتهاكات المعتقلين

كشفت منصة إيران واير، مقرها في هولندا، عن صور مرسومة من داخل أحد المعتقلات الإيرانية، ترصد أوضاعا مزرية لمعتقلين من طائفة صوفية معارضة للنظام الإيراني داخل سجن محلي سيئ السمعة في البلاد.

وذكرت المنصة أنها حصلت من مصادر على هذه الصور التي يبدو أنها رُسمت خلسة بيد أحد المعتقلين الصوفيين رغم وجود محاذير عديدة من قبل السلطات الرسمية في سجن "فشافوية" الواقع بمنطقة صحراوية قرب العاصمة الإيرانية طهران.

ويقبع قرابة 150 معتقلا صوفيا بينهم نساء حاليا في سجني قرتشك وفشافوية المندرجين في قائمة أسوأ السجون سمعة داخل البلاد، منذ القبض عليهم في فبراير 2018 أثناء تفريق عناصر أمنية تجمعا احتجاجيا لهم أمام منزل أحد قادتهم في طهران.

ويرفض بعض معتقلي طائفة الدراويش الصوفية المناهضة لسياسات المرشد الإيراني علي خامنئي، حضور جلسات محاكمة يصفون إياها بـ"التفتيش العقائدي"، إضافة إلى اعتراضهم على سوء وضعهم قضائيا وصحيا داخل محبسهم طوال الأشهر الماضية.

ونقلت "إيران واير" تصريحات من أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثا ويدعى "آراش مرادي" قال فيها إن الصور المذكورة تطابق تماما الظروف السيئة للغاية التي يعاني منها المعتقلون داخل سجن فشافوية على مدار عام كامل، حيث إهانات واعتداءات وتمييز بشكل متواصل من قبل العناصر الأمنية.

وأضاف مرادي المنحدر من محافظة عيلام الواقعة غرب البلاد، أن عشرات من المعتقلين الصوفيين لم يتلقوا علاجا طبيا جراء إصابتهم بطلقات خرطوش بعضها في العيون، فضلا عن تعرض بعضهم لجروح وكسور في الأيدي والأقدام بسبب اعتداءات بدنية عنيفة من قبل حراس الزنازين.

وكشف المعتقل السابق عن استخدام أدوات تعذيب من قبيل القضبان الحديدية، وقطع الأخشاب الغليظة وكذلك الهراوات الكهربائية من جانب عناصر مليشاوية موالية للمرشد الإيراني علي خامنئي داخل السجن.

وأجبرت تلك العناصر المليشياوية المعتقلين على التعري في فبراير/شباط 2018 رغم برد الشتاء القارس حينها داخل مقرات احتجاز قبل ترحليهم إلى المعتقل الواقع في صحراء طهران، وفقا لآراش مرادي.

وتظهر بعض الصور تكوم عدد كبير من المعتقلين في إحدى زوايا زنزانات ضيقة المساحة على ما يبدو، بينما حظرت عليهم سلطات السجن الاتصال هاتفيا بذويهم، أو حتى التريض في الخارج.

وكشفت المنصة الخبرية المعارضة أن عددا من المعارضين الصوفيين المعتقلين يواجه مشكلات صحية وخيمة بسبب منعهم أيضا من العرض على طبيب متخصص، وكذلك افتقادهم وسائل العناية الشخصية كمياه الشرب والمراحيض النظيفة إلى جانب انتشار الحشرات والقوارض داخل الزنازين.