قناة “سي.إن.إن” التركية مهددة بالإغلاق بعد مخالفتها معايير المهنية

أعربت قناة "سي إن إن" الأمريكية عن عدم رضاها عن المستوى التحريري لنسختها التركية (سي إن إن ترك)، مشيرة إلى أنها لم تلتزم بمعايير الشبكة الأم.

ويأتي بيان الشبكة الأمريكية وسط مخاوف من إغلاق "سي إن إن ترك"، خاصة بعد واقعة مشابهة تم فيها إغلاق النسخة العربية من الموقع العالمي "هافينغتون بوست"، والتي كانت تدار من قطر، بعد أن فشلت في تحقيق نجاح مماثل للموقع الإنجليزي، بعد أن تخبط الموقع في إثارة النعرات والطائفية في تعاطيه مع أخبار المنطقة العربية.

وقال بيان للقناة، نشرته صحيفة "أحوال" التركية، إن "عناصر من الشبكة الإخبارية الأميركية سيعملون مع طاقم القناة التركية التابعة لها - (سي.إن.إن ترك) - خلال الأيام المقبلة من أجل ضمان التزام القناة التركية بمعايير الشبكة الأم". ويرى خبراء بالإعلام التركي إنّ القناة الأميركية الأم غير راضية على المستوى المهني للقناة التركية الفرع.

وذكرت "أحوال" أن كثيرون اعتبروا أن صفقة استحواذ مجموعة ديميرورين القابضة على مجموعة دوغان الإعلامية المالكة لقناة (سي.إن.إن ترك) مقابل 916 مليون دولار في أوائل عام 2018 كان بمثابة المسمار الأخير في نعش الإعلام المستقل في تركيا، حيث تقول تقديرات إن نسبة تزيد على 90 من التغطيات الصحفية والتلفزيونية قد باتت موالية للحكومة.

وخلال تغطيات المراحل الانتخابية التي تلت صفقة الاستحواذ، والتي شملت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يونيو 2018 ثم الانتخابات المحلية الشهر الماضي، اصطفت قناة (سي.إن.إن ترك) بقوة وراء الحزب الحاكم، حيث ظهرت وكأنها تغطية خاصة لمسيرات حزب العدالة والتنمية وزعيمه الرئيس رجب طيب أردوغان خلال الحملات الانتخابية. بحسب "أحوال".

كما وجه مراقبون انتقادات حادة إلى (سي.إن.إن ترك) للجوئها إلى فرض رقابة على البث، مثلما حدث قبل أسبوعين من الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس، حيث قطعت بثا مباشرا يظهر فيه أكرم إمام أوغلو، مرشح المعارضة لمنصب عمدة إسطنبول، وتحولت لبث خطاب لأردوغان.

وحث حزب المعارضة الرئيسي في تركيا شبكة (سي.إن.إن) الأم على فتح تحقيق في عمل فرعها التركي بسبب فرض رقابة على التقارير وبث أخبار زائفة عن الحملة الانتخابية للحزب.

وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات، نشرت قناة (سي.إن.إن ترك)، وغيرها من المنصات الإعلامية المملوكة لمجموعة ديميرورين القابضة، عناوين انطوت على تحريف لبيانات صادرة عن سزاي تمللي زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، بحيث تبدو وكأنه كان يقول إن حزبه سيستعيد السيادة على البلديات التي يتحقق الفوز بها لمرشحين من أحزاب معارضة أخرى.

وقال بيان شبكة (سي.إن.إن) الأم "نحن على علم بالانتقاد الصادر عن المجتمع الإعلامي التركي حول تغطية قناة (سي.إن.إن ترك) للانتخابات. إن (سي.إن.إن ترك) هي قناة مستقلة تعمل بموجب ترخيص لحمل العلامة التجارية (سي.إن.إن)، لكنها وطبقا لهذا الاتفاق مطالبة بالالتزام بمعايير (سي.إن.إن)."

وأضاف البيان "نحن على تواصل مع قناة (سي.إن.إن ترك) ولقد قدموا تطمينات وأدلة بأنهم يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير محتوى متوازن للانتخابات التركية."

وحتى الآن، لا تزال الكثير من الأسئلة المتعلقة بتحقيق (سي.إن.إن) بلا إجابة.

ومن بيانها، يبدو أن شبكة (سي.إن.إن) الأم لا تجد أي مشكلة في عمل (سي.إن.إن ترك) بخلاف تغطيتها للانتخابات المحلية في مارس.

ويوم الأربعاء، بعثت "أحوال تركية" بثمانية أسئلة إلى راني رعد رئيس العمليات التجارية العالمية في شبكة (سي.إن.إن)، والذي تقع قناة (سي.إن.إن ترك) في نطاق عمله، تتعلق بالصلات بين الشبكة العالمية والقناة التركية التابعة لها، بما في ذلك القيمة المالية التي تدفعها القناة التركية للشبكة الأم. ولم يصل أي رد من رعد حتى الآن.

وتقول لائحة مجموعة وارنر ميديا التي تملك شبكة (سي.إن.إن) "نحن في (سي.إن.إن)، نولي أهمية قصوى لمعايير النزاهة والدقة في عملنا، وهناك أنظمة تعمل بالفعل لضمان تحقيق ذلك. على سبيل المثال، تخضع القصص الإخبارية لمراجعة دقيقة من قبل المنتجين، وخاصة القصص التي تنطوي على حساسية حيث تخضع هذه النوعية لقدر أكبر من المراجعة من قبل فريق من أبرز المحررين، والمتخصصين في ضبط المعايير والممارسات والمحامين قبل السماح بنشرها."

وتؤكد اللائحة أيضا على التزام معايير (سي.إن.إن) أيضا بتطبيق مبادئ "الصحافة الشاملة"، وتضيف أن العلامات الإخبارية التابعة لشبكة (سي.إن.إن) هي الرائدة في ممارسة أعلى مبادئ النزاهة الصحفية والترويج لها والدفاع عنها."

وفي تقرير صدر في مايو عام 2018 عن وكالة بيانت الإخبارية التركية، تبين أن قناة (سي.إن.إن ترك) قد أنهت عقود العشرات من مشاهير الصحفيين ومقدمي الأخبار بمجرد استحواذ الملاك الجدد عليها.

وشملت القائمة كلا من إسماعيل سايماز ونوزاد جيجيك وإيبرو باكي وأسلي أويمين وكانسيل بويراز وعلي أوبوز وآهو أوزيورت وحسين تاهماز وأليسير ديليك وباتوهان بوزوت وجولاي أوزديم وساينور تيزيل وأوموت ألفان ودينيز زيريك وإيبرو باكي وطه أكيول وسليمان ساريلار وأوزجول أباجي ومراد غول أوغلو، بالإضافة إلى عشرة آخرين من البرنامج الخاص بغول أوغلو.

وأفاد التقرير أيضا بأن القناة فصلت كذلك المئات بخلاف هؤلاء الصحفيين المرموقين.