تصعيد متواصل في غزة.. وتزايد بعدد ضحايا القصف الإسرائيلي

ارتفع عدد الضحايا جراء التصعيد العنيف والقصف الإسرائيلي على غزة منذ السبت، إلى 19 قتيلا، 16 فلسطينيا بينهم نشطاء ينتمون لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وثلاثة في الجانب الإسرائيلي، وسط مخاوف من تطور الأحداث إلى حرب جديدة بين الطرفين.

وقصفت إسرائيل بالطائرات والمدفعية غزة، ونفذت "عملية موجهة" استهدفت أحد قياديي حركة حماس، وذلك ردا وفقا لزعمها على إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل.

ولا يبدو أن أيا من الطرفين يتجه إلى التهدئة بعد، فيما أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد مواصلة "الضربات المكثفة" على قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن 12 فلسطينيا قتلوا الأحد جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع. ومن بينهم ستة نشطاء ينتمون إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقالت الوزارة في بيان إن ثلاثة أشخاص بينهم امرأة حامل قتلوا في شمال غزة، فيما قتل اثنان في جنوبها.

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل أحد قادتها حامد الخضري في غارة إسرائيلية.

في الجانب الإسرائيلي، قتل شخصان في انفجار صاروخ أطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان القريبة من حدود القطاع.

وقالت الشرطة إن الصاروخ أصاب منطقة صناعية في المدينة، مشيرة الى أنها "لا تعلم بعد جنسية الضحيتين".

وقتل إسرائيلي ليل السبت الأحد جرّاء سقوط صاروخ على منزله في عسقلان.

وكان قتل السبت أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة حامل وطفلة رضيعة.

ومنذ السبت، أطلق 430 صاروخا من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، بحسب الجيش الذي قال إنه اعترض العديد منها. وهو أكبر عدد من الصواريخ يطلق على إسرائيل في يومين، خلال السنوات الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً لحركتَي حماس الإسلامية والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، بحسب المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس.

وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي دمّر مبنيَين من عدة طبقات في مدينة غزة. وأشار الجيش إلى أن أحدهما كان مقرّاً لأجهزة عسكرية وأمنية تابعة لحماس.

تهديد

وأعلن نتانياهو في بداية اجتماع للمجلس الوزاري المصغر الأحد أنه أمر "الجيش هذا الصباح بمواصلة ضرباته المكثفة على عناصر إرهابية في قطاع غزة"، و"بتعزيز القوات حول القطاع بالدبابات والمدفعية وقوات المشاة".

وكانت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية أصدرت بيانا السبت أكدت فيه مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ بالقول إن "استهداف عسقلان وأوفاكيم وكريات جات برشقات صاروخيّة" جاء "ردّاً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنيّة". وأضاف البيان "في حال تمادى العدو سنوسّع ردّنا إلى أشدود وبئر السبع".

وشدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ "المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدّة للاستمرار في الردّ والتصدّي للعدوان إلى أبعد مدى (مكانا وزمانا)".

كذلك، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم "هذا ليس فقط حقّ المقاومة في الدّفاع عن شعبها... هذا واجبها المقدّس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره".

ووزّع الجناح العسكري للجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تلّ أبيب.

وجددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأحد الدعوة الى "التوقف فورا" عن إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، محذرة من الدخول في "نزاع مفتوح". وأكدت "تمسك الاتحاد الأوروبي بأمن إسرائيل".

ودانت الولايات المتّحدة السبت إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها "حقّ" الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف "جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع والعودة إلى اتفاقات الأشهر الأخيرة".

ودعا الأردن الأحد إلى "وقف العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة على الفور، مؤكداً أن "العنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من التوتر والمعاناة".

وعبرت تونس عن "إدانتها ورفضها لاستهداف المدنيين"، داعية "الى الوقف الفوري للعمليات العسكرية لقوات الاحتلال الاسرائيلي".

وكانت إسرائيل أعلنت السبت إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزّة وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر.

وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب، ويثير التصعيد كل مرة مخاوف من اندلاع حرب رابعة.

وساهم اتّفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس رعته مصر والأمم المتحدة في تهدئة نسبية تزامناً مع الانتخابات التشريعيّة في إسرائيل في التاسع من أبريل.

وعادت إسرائيل وقلصت الثلاثاء المنطقة التي تسمح لصيّادي السمك قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر بالتحرّك في إطارها، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه الدولة العبرية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنّ مقاتلاته قصفت مجمّعاً عسكريّاً تابعاً لحماس بعدما أُطلقت بالونات محمّلة مواد قابلة للانفجار عبر الحدود.

وبعد غارة الخميس، أفاد الجيش الإسرائيلي أنّ صاروخين أُطلِقا من غزّة باتّجاه إسرائيل، ما تسبّب بإطلاق صفّارات الإنذار في مناطق بالجنوب.