تسجيل لآذان الحرم المكي قبل 130 عاماً في “تويتر” دارة الملك عبدالعزيز

نشرت دارة الملك عبدالعزيز لأقدم تسجيل للأذان في المسجد الحرام بمكة المكرمة والذي يرجع تاريخه لقبل 130 عاماً على حسابها في "تويتر".

وقام بتسجيله المستشرق الهولندي الدكتور كريستيان سنوك هورخرونيه  عند زيارته لمكة المكرمة عام 1302هـ / 1884م وذلك بواسطة أسطوانات الشمع والتي اخترعها توماس أديسون في وقت قريب من هذا التاريخ ، حيث مازالت جامعة لايدن الهولندية محتفظة بهذا الإرث التوثيقي التاريخي حتى وقتنا الحاضر .

وولد هورخرونيه الباحث في ثقافة ولغات الشعوب الشرقية، في أوسترهاوت في عام 1857م، والتحق بجامعة لايدن بهولندا لدراسة اللاهوت في عام 1874م ، ثم كرس نفسه بعد ذلك لدراسة اللغات والآداب السامية.

وحصل على الدكتوراه من جامعة لايدن في عام 1880م، وكان موضوع اطروحته البحثية "الحج عند المسلمين وأهمية الدين اسلامي" ، وأصبح أستاذاً ومحاضراً في جامعة لايدن في عام 1881م ، حيث كان طليقاً في اللغة العربية الفصحى ومتقناً للغة الآتشيه.

واسترسلت الدارة في الحديث عن المستشرق هورخرونيه الذي أصبح في عام 1888م عضواً في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم. ثم أصبح في عام 1889م أستاذًا لعائلة اللغات الملايوبولينيزية التي تضم عدة لغات مثل الإندونيسية والماليزية والآتشية في جامعة لايدن ومستشاراً للحكومة الهولندية في شؤون السكان الأصليين.

وانتقل في عام 1891م إلى العمل في إندونيسيا لخدمة الاستعمار الهولندي حيث عمل مستشاراً لإدارة المستعمرات ، ومستشاراً في شؤون الشعوب في الحكومة الاستعمارية في الهند الشرقية الهولندية "إندونيسيا الآن" .

ورصدت الدارة رحلته إلى مكة الكرمة بهدف دراسة الإسلام واللغة العربية عن قرب بعيداً عن آراء الآخرين من المستشرقين حتى يكون رؤيته الخاصة ، ومعرفة كيف يؤثر الحج على الحجاج الإندونيسيين حيث أنهم بعد الحج يرجعون مطالبين بالتخلص من الاستعمار ، وفور قدومه أقام في جدة عام1884م سبعة أشهر وأتقن اللهجة الحجازية فيها .

وقابل قاضي جدة، الشيخ إسماعيل اغا ، وأخبره برغبته الدخول في الإسلام طمعًا في نيل رضاه لدخول مكة . قام القاضي بزيارة هورخورنيه في مسكنه، وسجل إشهار الإسلام ، وتسمى كريستيان يومها بعبدالغفار.

وواصلت الدارة أن المستشرق الهولندي هورخرونيه دخل مكة ومكث بها، في سوق الليل خمسة أشهر، مدعياً دراسة الإسلام واللغة العربية ، حيث درس على أيدي علماء مكة وبقي في مكة حتى أغسطس 1885م.

وجمع الكثير من المعلومات خلال إقامته بمكة وألف بعد ذلك كتاباً سماه "صفحات من تاريخ مكة" كتبه باللغة الألمانية وعلل ذلك بأنها مقروءة ومشهورة وتناول في الجزء الأول التاريخ السياسي لمكة المكرمة خلال تلك الفترة، وتناول الجزء الثاني الأوضاع الاجتماعية لمكة المكرمة في الفترة التي أقام بها.

وأشارت إلى أن هورخرونيهاستفاد من رحلته إلى مكة بأن تعرف خلال هذه الفترة على عدد من الشخصيات في مكة وبخاصة الذين تعود أصولهم إلى الجزر الإندونيسية.

كما أقام علاقات ومعارف مع علية القوم من أفراد المجتمع المكي، وقد نشر باللغة الألمانية مجلدين صدرا عام 1888 و 1889م بعنوان "مكة" مع أطلس مصور.

ويتحدث الجزء الأول عن مكة المكرمة وحكامها والثاني عن الحياة اليومية والعادات والسكان والتعليم بمكة المكرمة ، وبعد صدور المجلد الثاني بقليل تسلم سنوك مجموعة من الصور الفوتوغرافية من مكة المكرمة ، فسارع بنشرها في العام نفسه 1889م تحت عنوان "صور من مكة المكرمة مع شرح مختصر"