بوينج وحرب التجارة تهددان 150 مليار دولار بقطاع صناعة الطائرات

يعتقد محللون كثيرون صناعة الطائرات التجارية في العالم البالغ حجمها 150 مليار دولار سنويا، أنها بصدد مرحلة من التباطؤ نظرا لشتى الضغوط العالمية، من توترات التجارة إلى ضعف النمو الاقتصادي.

ويتطلع صانع الطائرات الأمريكي "بوينج"، الذي يعاني من تداعيات وقف تشغيل طائرته" 737 ماكس" بعد حادثي تحطم، إلى طمأنة الزبائن والموردين بشأن مستقبل الطائرة، وتهدئة الانتقادات بخصوص تعامله مع الأزمة المستمرة منذ شهور طويلة.

ويتخوف المسؤولون التنفيذيون بقطاع صناعة الطائرات على ضفتي الأطلسي من تداعيات الأزمة على الثقة العامة في النقل الجوي ومخاطر رد فعل سلبي بين مختلف الهيئات التنظيمية ويقوض منظومة اعتماد الطائرات.

وتضررت أرباح شركات الطيران التي تهافتت على شراء الطائرة ماكس طويلة المدى والأوفر في استهلاك الوقود بعدما اضطرت لإلغاء آلاف الرحلات في أعقاب وقف تشغيل الطائرة على مستوى العالم في مارس/آذار.

وقال محللون إنه حتى الإطلاق المزمع لنسخة أطول مدى من عائلة إيرباص الناجحة "إيه 320 نيو"، وهي الطائرة "إيه 321 إكس.إل.آر"، لن ينجح على الأرجح في تبديد الضبابية التي تكتنف القطاع.

وقال ريتشارد أبو العافية محلل صناعة الطيران في مجموعة تيل إن أزمة "بوينج ماكس" ليست الغمامة السوداء الأشد شؤما، لأنه يمكن حلها، لكن أرقام حركة السفر تبعث على القلق بصدق.

وتابع: "في مارس وأبريل ثمة مؤشرات تنبئ بالقادم، أمام أعيننا يواجه القطاع مشاكل أوسع نطاقا على صعيد الطلب والسعة."

وأضاف "صافي الطلبيات قد يكون الأدنى في سنوات."

ويرفض آخرون مخاوف التباطؤ، مشيرين إلى نمو الطبقة الوسطى في آسيا وحاجة الناقلات إلى شراء طائرات جديدة للوفاء بالمعايير البيئية.

وتدرس إيرباص وبوينج خطوات لتحسين كفاءة طائراتهما في استهلاك الوقود وخفض بصمتهما الكربونية وسط حركة احتجاجية متنامية للدفاع عن البيئة في أوروبا.

وقال جون بلوجير، الرئيس التنفيذي لشركة "إير ليس"، متحدثا لـ"رويترز": "الحل الوحيد لدى الصناعة هو الطائرات الأحدث والأوفر في استهلاك الوقود.. ولذا فإن دورة الإحلال تلك ستستمر."

وتابع "نتحدث مع العديد من شركات الطيران التي ما زالت ترغب في مزيد من الطائرات، وحقيقة الأمر أن تلك النقاشات لم تشهد أي تراجع."