البحرين.. لؤلؤة الخليج التي لا تخدشها تقارير الجزيرة الملفقة وأكاذيب مشردي الإعلام بالدوحة

حلقة أخرى من حلقات تآمر قناة الجزيرة القطرية على الدول العربية ببثها تقارير ملفقة وأكاذيب من الخلايا القطرية ضد دولة البحرين في برنامج حمل اسم "ما خفي أعظم".

كعادة الجزيرة في التلفيق، حاولت إثرة الفتن في لؤلؤة الخليج بإنتاج تقارير عن الحراك الذي شهدته بعض المناطق البحرينية.

وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة هاجم تقارير الجزيرة الملفقة، قائلا إن برنامج القناة القطرية بالتدخل في شؤون البلاد "تآمر دولة مارقة على مملكة البحرين".

وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: "برنامج (ما خفي أعظم) والذي بثته قناة الجزيرة وما حمله من أكاذيب واضحة ومغالطات فجة، ما هو إلا حلقة جديدة من سلسلة تآمر من دولة مارقة ضد مملكة البحرين وضد أمن واستقرار المنطقة بأسرها".

وأشار وزير الخارجية البحريني أن قطر تشكل الخطر الأكبر على دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أنها تحاول ضرب وحدة صفه وزرع الفتنة بين دوله.

وشدد الشيخ خالد بن أحمد على "ضرورة أن تعمل دول مجلس التعاون على مواجهة تلك الممارسات والأعمال العدائية لهذه الدولة وتصرفاتها غير المسؤولة، واتخاذ كافة الإجراءات الحازمة التي تضمن ردعها، وإلزامها بالتجاوب وبكل شفافية مع المطالب العادلة للدول المقاطعة لها وتنفيذ ما وقعت عليه من اتفاقات، ليستمر مجلس التعاون ويحافظ على منجزاته ويحقق المزيد من التنمية والازدهار والتقدم لصالح دوله وشعوبه".

البرنامج الذي بثته الجزيرة تضمن مزاعم مغلوطة بتعامل البحرين مع عناصر تنظيم القاعدة من أجل القيام بعمليات اغتيال وتخريب.

فيما صرح مصدر مسؤول في وزارة شؤون الإعلام البحرينية في وقت سابق الإثنين، بأن أسلوب البرنامج الذي بثته الجزيرة "إرهابي يحث على الكراهية ويحرض على الفرقة وشق الصف الوطني"، لافتا إلى أن قطر "دولة مارقة وإرهابية بالقول والفعل"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء البحرين.

دلائل الفبركة

"كرسي الاعترافات المزعومة ووثيقة المجنسين والسيناريو المهلهل وتوقيت البث"... 4 دلائل تؤكد كذب ما تضمنه برنامج قناة "الجزيرة" القطرية "ما خفي أعظم"لتزييف الحقيقة حول البحرين.

البرنامج اعتمد على ٣ شهادات رئيسية لترويج أكاذيبه، حول أن السلطات البحرينية تعاونت مع قيادي في القاعدة عام 2003 لاغتيال نشطاء المعارضة، دون الكشف عن اسم شخص واحد تم اغتياله.

كما بث البرنامج فيديو آخر يتضمن شهادة لشخص ثانٍ يزعم أن البحرين جندته عام 2006 للتجسس على إيران.

وبغض النظر عن مضمون الشهادات المتناقضة مع نفسها، ورغم عدم وجود أي رابط في الأحداث أو الزمن بين الرجلين، فإن الجزيرة تريد أن تقنع المشاهد بأن "الرجلين قررا في الوقت نفسه والمكان نفسه توثيق اعترافاتهما"، وهو ما يؤكد مسؤولية النظام القطري عن إعداد تلك الشهادات.

أما الشهادة الثالثة فتأتي من شخص تقدمه القناة على أنه ضابط بحريني سابق، دون أن تكشف أنه يحمل حاليا الجنسية القطرية، واسمه كان من بين ١٢ عسكريا بحرينيا جنستهم قطر، حيث وردت أسماؤهم في وثيقة نشرت عام ٢٠١٧، تدين قطر بعدم الالتزام بما سبق أن تعهدت به في اتفاق الرياض عام 2013 واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، وهو ما يعني أن شهادته مشكوك في صحتها.

ودلالة توقيت بث البرنامج، تأتي بالتزامن مع الكشف عن تورط قطر في دعم الخلية الإخوانية الإرهابية الهاربة من مصر التي ضبطت في الكويت.

ولعل السيناريو غير المترابط الذي ظهر به" ماخفي أعظم" يكشف بشكل جلي أن "الجزيرة" بثت البرنامج على عجل، في محاولة للتغطية على فضيحة تورطها في دعم خلية الكويت، لشغل الرأي العام الخليجي والعربي عن فضيحتها.

أما عن مضمون شهاداتهما المزعومة، فيبدو أن الجزيرة تتبع مع المشاهد قاعدة "حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له".

فمحمد صالح يقول "إن البحرين جندته لاغتيال قياديي المعارضة، وستمده بكل المعلومات عنهم وعن تحركاتهم"، لكنها رفضت إمداده بسلاح لتنفيذ عملية الاغتيال، وقالت له دبر نفسك.

وسمحت له بالتواصل مع عناصر القاعدة لجلب سلاح من هناك، وكأنه يعد لمعركة حربية، إلا أنه اعتقل على جسر الملك فهد، وتوسطت له السلطات لدى الرياض وأطلقت سراحه بعد عدة أشهر.

لكن هل عملية الاغتيال تتطلب كل هذا؟ ولو أرادت ذلك السلطات فعلا أتعجز عن توفير سلاح؟ ثم الأدهي أن الاسم الوحيد الذي ذكره البرنامج من المستهدفين في الاغتيال عبد الوهاب حسين وهو ما زال حي، ولم يثبت أصلا اغتيال أحد من المعارضة البحرينية.

أما حديث "هشام البلوشي" فينطبق عليه الأمر ذاته، بل من كتب له شهادته يبدو أنه كان صاحب خيال واسع، فالرجل يقول "إن الأمن البحريني جنده للتجسس على إيران، وعندما اكتشف الإيرانيون أمره هرب إلى باكستان عام 2008، وعندما توجه للسفارة البحرينية، قالت له أيضا رتب أمورك بنفسك"، وكأن كاتب الشهادتين للرجلين واحد، وأعطته ما قيمته 22 دينارا بحرينيا لا تكفي حتى قيمة التذكرة، وعندما عاد بطريقته الخاصة إلى البحرين عام 2010 أعطته السلطات مكافأة 500 دينار.

وبعد عام من ذلك التاريخ سجل شهادته في 10 يوليو 2011، ثم ظهر بعد ذلك بعامين في إيران قائدا لجماعة أنصار الفرقان قبل أن تقتله إيران خلال عملية خاصة عام 2015، الرواية كلها تحمل من التناقضات والسخافات ما لا يحتاج أي تعليق، سوى فقط أن قطر تحاول أن تداهن نظام الملالي، وتقدم لهم خدمات مجانية كمبرر لتدخلاتهم في الشأن البحريني.

وزير الإعلام البحريني يفضح أساليب الجزيرة

وفي وقت سابق، هاجم وزير شئون الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي قناة (الجزيرة) القطرية .. قائلا : "إنه بعد انطفاء بريقها الكاذب وفقدانها للتأثير تواصل نهجها الفج باستهداف الدول والشعوب العربية بأسوأ السبل وأكثرها إسفافا".

وقال الرميحي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء البحرينية: "إن محاولات قناة الجزيرة القطرية الاتصال به وبمجموعة من المسؤولين عبر أرقام غير معرفة وتسجيل محادثاتهم الصوتية دون علمهم وموافقاتهم الرسمية، واستفزازهم بأساليب دنيئة، يعكس ما وصل إليه الإعلام القطري من انسلاخ عن العادات الخليجية والعربية الأصيلة".

وأكد وزير شئون الإعلام البحريني أن حل الأزمة القطرية ليس عبر مرتزقة أقلام دخلاء على مهنة الإعلام ، ولا يؤمنون بفكرة أو فلسفة أو مبدأ سوى إيمانهم بأجورهم الشهرية.