كاتب تركي بارز: أردوغان يفتعل أزمات خارجية للقضاء على المعارضة

قال الكاتب الصحفي التركي المخضرم جان أتاكلي، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفتعل الأزمات الخارجية عمدًا، من أجل خلق عدو جديد بغية التغطية على هزيمته الفاضحة التي تعرض لها في انتخابات المحليات الأخيرة وإطلاق حملة كبيرة للقضاء على ما تبقى من المعارضة.

وأوضح أتاكلي أن أروغان يتعمد افتعال المشكلات مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية حتى توقع تلك الدول على تركيا عقوبات، ليستغل المشهد للتغطية على شعبيته المتلاشية وهزيمته النكراء، ويحوله لصالحه، وفي المقابل سيبدأ في دهس المعارضة حتى تختفي تمامًا، من خلال رص صفوف مؤيديه عبر الزعم بوجود قوى كبرى تريد النيل من تركيا وعرقلة صعود نجمها في المنطقة والعالم.

وأشار إلى أن أردوغان عند توقيع العقوبات عليه، سيقدم نفسه أمام الرأي العام التركي أن العالم أجمع يقف أمامه ويتآمر عليه لأنه كان يسير في الطريق الصحيح، ليجمع شتات شعبيته المتآكلة يوما بعد يوم، وتابع: “أعتقد أن أردوغان يستعد لأكبر حملة ضد المعارضة”.

وأكد أن تركيا تفقد اعتبارها على الساحة الدولية وتتحول إلى المزيد من الفقر، وأن هذا ما يخطط له أردوغان، لأنه يصب في مصلحته، مشددًا على أن تركيا في طريقها إلى ذلك المصير لا محالة.

يشار إلى أن أردوغان يحاول استفزاز الولايات المتحدة وحلف الناتو من خلال الإصرار على الحصول على منظومة الدفاع الجوي الروسية S-400، بالرغم من أنه لم يحصل حتى الآن إلا على أجزاء من الرادارات الخاصة بالمنظومة فقط.

كذلك خرج أردوغان، الاثنين، خلال افتتاح مبنى مديرية أمن أنقرة الجديد بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لمحاولة الانقلاب المزعوم في 15 يوليو، وركَّز كلمته على أنه بعد إتمام الصفقة سيسعى للحصول على حق التصنيع المشترك للمنظومة، في عناد واضح للإدارة الأمريكية التي تقف على بعد خطوة واحدة من توقيع العقوبات على بلاده.

كذلك وضح إصرار نظام أردوغان على استفزاز الغرب، من خلال تصريحات كبيرة مستشاريه جولنور آيبيت، في اليوم التالي لإعلان بدء استلام الدفعة الأولى من المنظومة، قائلة: “نسعى للحصول على منظومة S-500 الأحدث والأقوى في العالم”.

ويسعى أردوغان جاهدًا لاستفزاز الاتحاد الأوروبي من خلال أعمال التنقيب المزعومة عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص المتنازع عليها، إلا أن شهود العيان يؤكدون أن سفينة الحفر والتنقيب التركية “يافوز” لا تقوم إلا بالتجوال في المنطقة فقط دون أن تقوم بأي أعمال حفر.

وخرج أردوغان أول أمس بتصريحات استفزازية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ردًا على تهديداتهم بتوقيع عقوبات على تركيا في حال لم توقف أعمال التنقيب، قائلًا: “افعلوا ما شئتم، وطبقوا ما ليدكم من عقوبات”، وكأن اقتصاد بلاده قوي ولا يأبه بشيء.

وفي أول تحرك من الولايات المتحدة الأمريكية، وافق مجلسا الشيوخ والنواب الأمريكيان على قانون رفع حظر السلاح المفروض على قبرص الجنوبية.

ووافق اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على عقوبات ضد تركيا تشمل تقليص المساعدات المالية التي تحصل عليها، بالإضافة إلى تعليق مفاوضات اتفاقية النقل الجوي بين الطرفين.

وليست هذه المرة الأولى التي يفتعل فيها أردوغان الأزمات من أجل التخلص من كل من لا يروق له، إذ سبق وأن افتعل مسرحية الانقلاب الفاشل واتهم حركة الخدمة بتدبيره، من أجل تصفية العناصر غير المرغوبة فيها في الدولة من خلال خلق جريمة تحت مسمى “الانتماء إلى حركة الخدمة” واعتقال الجميع بهذه التهمة.