خبير بمجال البحث عن المفقودين: صحاري المملكة ابتلعت 40 شخصًا خلال شهرين

أصبحت أخبار المفقودين في صحاري المملكة قضية مقلقة للأسر في مختلف المناطق، وقبل أيام معدودة وجد أحد شباب محافظة السليل "جنوب الرياض"، متوفى، قرب سيارته بعد أن تقطعت به السبل في صحراء شمال المحافظة، ولم يكن الشاب أول أو آخر من فقد في الصحراء، فقد ظلت الصحاري على الدوام صعبة المِراس على غير العارفين ببواطن أمورها، ولا تزال الأخبار تتوالى يوميًا عن مفقود في مختلف المناطق.

ولما أصبح أمر فقدان الشباب وتوهانهم في الصحاري أمرًا مقلقًا، بادرت "الوئام"، بالتواصل مع خبراء الإنقاذ والذين لهم باع طويل في مجال البحث عن المفقودين في صحاري المملكة، متسائلة عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى التوهان في الصحاري وعن الطرق الصحيحة المتبعة في مثل هذه الحالات، وفي حالة وجد الشخص نفسه تائهًا في إحدى الصحاري ما هي الإجراءات التي يجب عليه اتباعها للبقاء على قيد الحياة أطول فترة ممكن حتى وصول المنقذين والباحثين عنه؟

أوضح الخبير في البحث عن المفقودين ناصر بن فياض الودعاني، لـ "الوئام"، أن المتطوعين والفرق التطوعية والجمعيات الخاصة بالإنقاذ في المملكة تصلهم بلاغات بصور دورية من خلال الأهالي بالتعاون مع الجهات الرسمية، مشيرًا إلى أن هذه البلاغات يتم التعامل معها مباشرة بعد التأكد من عدة عوامل، وتحديد دوائر البحث عن المفقود، وفي معظم الأحيان يتم الوصول إلى المفقود حيًا وبعضهم يكون قد انتقل إلى رحمة الله نسبة لتأخر الإبلاغ عنه من قبل ذويه.

وأضاف "الودعاني"، أنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التوهان في الصحاري هي عدم معرفة الشخص بتضاريس المنطقة مما يؤدي به إلى فقدان طريق العودة، وأيضًا عدم الاستعداد الجيد للرحلات الصحراوية من حمل أدوات الملاحة والاسترشاد والتزود بالطعام والماء الكافي لمثل هذه الرحلات.

وأكد أن ما يزيد على 40 شخصًا فقدوا في صحاري المملكة خلال الشهرين الماضيين، محذرًا هواة الرحلات البرية والمغامرين من مغبة عدم الالتزام بالتوجيهات المختصة بالرحلات البرية ومن أهمها عدم الذهاب إلى الصحراء دون إخبار أهلك وأقربائك بذلك، لأن التفريط فيها يعني فقدان الشخص حياته.

وقدم "الودعاني"، عددًا من النصائح التي يجب اتباعها في حالة التوهان في الصحراء فيما يلي جزء منها:

- استعن بالله وعليك بالأذكار.

- لا تترك سيارتك أبدًآ فهي المعلم الواضح لمن يبحث عنك.

- لا تعرض نفسك للشمس ولا الرياح حتى لاينشف عرقك.

- عندما تدرك أن البحث قد بدأ عنك قم بإشعال الإطار الاحتياطي نهارًا بعد الفجر وذلك بعد تفريغ الهواء منعًا للانفجار فأعمدة الدخان الأسود تصعد إلى الأعلى ثم أشعل الإطار الثاني والثالث وهكذا خلال فترة نهارين، ويكون إشعال الإطار في الصباح الباكر أحيانًا يصل الدخان إلى 10-15 /كيلو وإن لم يرك أحد أو بعد انتهاء الإطارات الخمس أشعل السيارة نفسها في النهار فستترك دخانًا أسودًا كثيفًا ومميزًا قد يلفت الانتباه لمن يبحث عنك.

- لا تتحرك إلا ليلاً وذلك عند الحاجة.

- إذا كان لديك ماءً كافيًا دون طعام فلا تقلق قد تعيش لبضعة أيام دون طعام وقد يكون ذلك فرصة لنجاتك.

- أول النهار قم بتكسير المرايا من السيارة وأرسل إشارات متقطعة وسريعة إلى الطائرات فهي تراك بوضوح عبر عكس أشعة الشمس.

من جانبه قال المختص في الطيران الشراعي عايض عباس الدوسري، أن من ضمن الوسائل التي تستخدمها فرق البحث عن المفقودين هي الطيران الشراعي، مؤكدًا أن الطيران الشراعي يسهم بشكل كبير في مسح أكبر قدر ممكن من الأماكن المحددة للبحث.

لكنه أكد على أمر مهم لتحقيق سرعة الوصول إلى المفقود، حيث يجب على ذوي المفقود الإسراع في إبلاغ الشرطة وإخراج آخر إحداثية لجوال المفقود حتى يسهل على الباحثين معرفه الجهة التي فقد فيها المفقود، مشيرًا إلى أن الفرق التطوعية تعمل لوجه الله وهم على هبة الاستعداد بشكل دائم.

ونصح "الدوسري"، بأنه قبل الذهاب للصحراء يجب اقتناء جوال "الثريا" وأجهزة الملاحة قارمن وجهاز النداء، لأنها ضرورية، مؤكدًا أن الرقم (112) لا يعمل في الصحراء.