قطاع الشحن البحري يدفع فاتورة التهديدات الإيرانية

كشفت تقارير صادرة عن «فاينانشال تايمز» أن قطاع الشحن البحري يدفع فاتورة التهديدات الإيرانية للملاحة، في ظل ارتفاع تكاليف تأمين عبور مضيق «هرمز»، مشيرة إلى أن علاوات التأمين على ناقلات النفط تضاعفت بين 8 و10 مرات، في ظل التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي. وأوضحت الصحيفة أن صناعة الشحن العالمية منقسمة حول أفضل السبل لتأمين مضيق هرمز، حيث تستعد لوقوع اضطرابات تجارية محتملة في واحد من أهم الممرات المائية في العالم، بعد استيلاء إيران على ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا الأسبوع الماضي.
من جهته، نقل موقع «اليوم السعودي» عن مختصين تحديدهم لعوامل ارتفاع تكلفة التأمين على الناقلات في المنطقة، أبرزها التوترات السياسية، والمتغيرات الجوية والاقتصادية، والزيادة الموسمية لأسعار الشحن.
وأكد نائب رئيس اللجنة اللوجيستية في غرفة الشرقية، محمد العنزي، أن التأمين البحري دائما في حالة متغيرة بسبب عوامل كثيرة منها مناطق الخطورة بسبب هجمات إيران على السفن في المضيق، والارتفاعات مرتبطة بالحالة الجيوسياسية، وكذلك المتغيرات الجوية والاقتصادية.
وأشار إلى أن أسعار الشحن البحري، وكذلك التأمين البحري، ترتفع في فصل الشتاء مقارنة بالصيف، لافتا إلى أن توجه المملكة بأن تكون منصة لوجيستية سيستقطب المزيد من الأعمال والشركات، وأن حجم السوق في المنطقة كبير، حيث تمثل السوق السعودية النسبة الأكبر في منطقة الخليج، التي تمر بمرحلة نمو هائلة.
كانت وكالات عالمية قد تحدثت عن ارتفاع تكلفة التأمين على السفن بعد الهجمات الأخيرة على ناقلات الخليج، فيما حددت شركات التأمين على السفن العلاوة الإضافية لمدة سبعة أيام عند نحو %0.35 مقارنة مع %0.5 قبل أسبوعين، مما يزيد الكلفة نحو 100 ألف دولار للسفينة العملاقة.
وقالت مصادر تجارية: إن شركات الشحن تحاول تقليص الوقت الذي تقضيه سفنها في الشرق الأوسط، بعدما أدت هجمات على ناقلات نفط إلى رفع تكلفة التأمين وتقليص مشتريات وقود السفن من الفجيرة، وهي مركز لتموين السفن في الإمارات.
وتتحول الشركات عوضا عن ذلك بصفة أساسية إلى سنغافورة أكبر مركز لإعادة التزود بالوقود في العالم لشراء وقود السفن، بينما يتحول البعض لموانئ أصغر مثل الهند وسريلانكا، بحسب المصادر.
وأدت سلسلة من الهجمات على ناقلات نفط منذ مايو في محيط مضيق هرمز وخليج عمان إلى ارتفاع تكلفة التأمين من مخاطر الحرب ودفع شركات الشحن لتقليص الوقت، الذي تقضيه سفنها في المنطقة لأقل زمن ممكن، فيما أوضح متعاملون أن الطلب زاد على سنغافورة مع تجنب السفن للفجيرة.