آخرها مشروع طلاء الأسفلت الخافض للحرارة.. أبرز طرق التبريد في موسم الحج

يتسم مناخ العاصمة المقدسة بالحرارة المرتفعة، وبمجرد أن يضع الحجاج أقدامهم داخل الحرم المكي ينتابهم الانبهار من البرودة رغم سطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز 45 درجة أحيانًا، في مشهد يعكس الجهود الجبارة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لخدمة ضيوف الرحمن.

مؤخرًا نفذت أمانة العاصمة المقدسة لموسم حج هذا العام 1440 هجريًا مشروع طلاء الأسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة بالمشاعر المقدسة، وشمل المشروع في مرحلته الأولى طلاء طريق المشاة بمشعر منى المؤدي إلى منشأة الجمرات بمساحة إجمالية بلغت 3500 م2 تقريبًا للمساهمة في تخفيض درجات الحرارة الحرارة من 15 إلى 20 درجة مئوية، حيث سيتم تسجيل درجات الحرارة كل 10 ثواني خلال الموسم من خلال الحساسات التي تم وضعها تحت الإسفلت، حسب ما أعلنه مدير عام المشاعر المقدسة والمواسم المهندس أحمد منشي.

هذه الخدمة ليست الأولى وسبقها العديد من الخدمات التي تهدف إلى راحة حجاج وقاصدي بيت الله الحرام، منها إنهاء وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المشاعر المقدسة أكبر مشروع لمعالجة وتطوير وتحديث أنظمة التكييف وتنقية الهواء في مسجدي نمرة والخيف بمنطقة المشاعر المقدسة والاستفادة من المشروع في موسم حج 1440 هجريًا، خاصة وأن نظام التكييف في المسجدين يعمل على أجهزة التكييف المنفصل (الطراز الدولابي والسقفي) التي تعمل على تكييف الهواء داخل المسجد بدون تجديده بهواء نقي من الخارج، فضلًا عن انخفاض وضعف كفاءة التكييف نتيجة لتهالك الأجهزة وزيادة أعداد الحجيج داخل حرم المسجدين، ما سبب انخفاض نسبة الأكسجين.

وبعد إعداد دراسة فنية متكاملة للمشروع، تم استخدام أحدث برامج التكييف والتهوية الحاسوبية وفقًا للمواصفات والمقاييس العالمية، ونفذ المشروع عبر محورين، الأول بالاستفادة من التكييف القائم وتدعيمه بوحدات تكييف جديدة بقدرة تبريدية تتجاوز 3450 طنًا تبريديًا، والثاني تمثل في إضافة وحدات لتكييف ومعالجة الهواء تقوم بضخ هواء نقي من خارج المسجد (بدون إعادة تدوير الهواء الراجع من داخل المسجد) وذلك للمحافظة على نسبة الأكسجين المطلوبة مع زيادة كفاءة التبريد للمسجدين بقدرة تبريدية تتجاوز 3650 طنا تبريديا، وتدعيمه بنظام طرد ميكانيكي للهواء؛ لكي يتم تأمين دخول الهواء النقي عن طريق وحدات معالجة الهواء، وخروج الهواء عن طريق مراوح الطرد، مما يضمن عملية تغيير مستمرة للهواء داخل المسجدين.

وشملت الخدمات السابقة، إمداد المسجد الحرام بمحطتي تبريد منفصلتين بقدرات تبلغ 159 ألف طن تبريد، تعادل تبريد 15 ألف شقة سكنية متوسطة الحجم، تتمثل المحطتان في محطة الشامية التى تعد ثان أكبر محطة تبريد على مستوى العالم لقدرتها التبريدية الهائلة بـ 120 ألف طن تبريد، والثانية محطة أجياد، بقدرة تبريد تصل إلى 39 ألف طن.

وتعمل مبردات المحطتين بتبريد المياه عند درجة مئوية تقدر بما بين 4 إلى 5 درجات، وضخها عبر الأنابيب للمسجد الحرام إلى وحدات هواء فى قبو الحرم وسقف المسعى (مخفية) والأجزاء المجاورة للتوسعة، حيث تمر المياه الباردة من خلالها لكافة أرجاء المسجد.

كما أطلقت المملكة من قبل، مشروع تبريد منشأة الجمرات برذاذ الماء لخدمة ملايين الحجاج، وتغطية مساحات الساحة الغربية للجمرات وطرق العودة إلى مشعر منى، حيث امتد المشروع لأكثر من 10 آلاف متر طولي نصب فيها 750 عامودًا لرش رذا الماء المبرد عبر محطتين رئيسيتين وعملت هذه الأعمدة على فترات متواصلة طوال أيام الحج في مشعر منى ومنشأة الجمرات لتخفيف العبء على الحجاج أثناء تنقلاتهم للوصول لرمي الجمرات بسهولة ويسر.