المساعدات الإغاثية باليمن بين فساد أممين والتستر على ميليشيا الحوثي.. تحقيق يكشف المستور

كشفت الأسوشيتد برس في تحقيق لها عن تورط عدد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في اليمن بعمليات كسب غير مشروع من مواد الإغاثة، في مشهد لم يحرك ساكنًا من نظرات الأطفال الذين هلكهم الجوع وعدم تأثر هؤلاء الموظفين بالحالة الكارثية التي وصل إليها اليمنيون، ما يضر بسمعة الأمم المتحدة في اليمن.

كشف التحقيق أن أكثر من 10 عمال من الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، تم نشرهم للتعامل مع الأزمة الإنسانية، متهمون بالكسب غير المشروع، وإثراء أنفسهم من المواد الغذائية والأدوية والوقود والأموال المتبرع بها دوليًا.

وفي ضوء ذلك، فتحت منظمة الصحة العالمية تحقيقًا بشأن فقدان أطنان الأدوية المتبرع بها وتوظيف أشخاص غير مؤهلين في وظائف برواتب عالية وإيداع مئات الآلاف من الدولارات في حسابات مصرفية شخصية للعاملين، فضلًا عن إبرام عشرات الصفقات المشبوهة من دون توفر المستندات المناسبة.

وتطرقت الأسوشيتدبرس، إلى تحقيق ثان، بشأن سماح موظف تابع للأمم المتحدة لقيادي حوثي كبير بالتنقل في سيارات لها، لتفادي الضربات الجوية المحتملة من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

فيما يجري مراقبون في اليونيسف تحقيقًا مع خورام جاويد، مواطن باكستاني سمح لمسؤول حوثي كبير باستخدام مركبة تابعة للوكالة، حيث منح ذلك الحوثي حماية رسمية من الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وذلك وفقًا لثلاثة أشخاص على دراية بالتحقيق.

وعُرف "جاويد"، بصلاته الوثيقة مع أجهزة الأمن التابعة للحوثيين، وتفاخر باستخدام علاقته لمنع مراقبي اليونيسف من دخول البلاد، وأن قوة علاقته وصلت إلى حد قيام ميليشيا الحوثي برسم لوحة كبيرة له في أحد شوارع صنعاء لشكره على خدماته.

وذكر تقرير سري للجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية باليمن، والذي حصلت عليه الأسوشيتد برس، إن سلطات الحوثي تضغط باستمرار على وكالات الإغاثة، لإجبارها على توظيف موالين لهم، وإرهابهم بالتهديد بإلغاء التأشيرات بهدف السيطرة على تحركاتهم وتنفيذ مشروعات بعينها.

وقال مسؤول إن عدم قدرة الأمم المتحدة أو عدم رغبتها في معالجة الفساد المزعوم في برامج مساعداتها يضر بجهود الوكالة لمساعدة اليمنيين المتضررين من الحرب.