جرائم واستعمار.. “التعليم” تصحح مناهجها وتكشف حقيقة الدولة العثمانية

وزارة التعليم
وزارة التعليم

أجرت وزارة التعليم -ممثلة في إدارة المناهج- تعديلات على أجزاء من مادة الدراسات الاجتماعية والمواطنة فيما يتعلق بالجانب التاريخي، الخاص بالدولة العثمانية.

وكانت المناهج تتضمن معلومات تستند إلى جوانب تاريخية قد لا تظهر حقيقتها، كما كانت تقلص الجوانب السلبية في الدولة العثمانية رغم ما أظهره وما قامت به الدولة العثمانية خلال القرون الأخيرة تجاه دول العالم العربي والإسلامي، وتقريبا ما فعلته في بلدان الجزيرة العربية وانتهاكات الحرمين.

وأظهر المنهج الجديد لمادة التربية الإجتماعية - الثاني المتوسط - جوانب حقيقية من الدولة العثمانية تستند إلى مصادر تاريخية موثوقة حول حقيقتها وجرائمها، وسلبيات ظهرت فيها تسببت في انهيارها واستقلال الدول العربية ونهضتها، بعد أن كانت تستنزف مواردها وتنشر الجهل والتخلف فيها واستغلالها للحرمين الشريفين.

وتضمن المنهج بعض جرائم ومواقف الدولة العثمانية في شبه الجزيرة العربية ومنها: "محاربة الدولة السعودية الأولى والثانية ومساندة بعض الزعماء المحليين ضد الملك عبدالعزيز، وتدمير الدرعية وما حولها من البلدات وأجزاء كثيرة من بلاد زهران وعسير، فضلا عن تعذيب الإمام عبدالله بن سعود آخر أئمة الدولة السعودية الأولى وقتله في إسطنبول.

كذلك أشار إلى القيام بالتضييق على أهالي الأحساء وعسير ولا سيما التجار منهم وقد حاولوا مرارا وتكرارا الرفع بشكواهم للسلطان العثماني إلا أنه لم يستجب لهم، وارتكبت جرائم التهجير القسري لأهالي المدينة المنورة من أجل تجنيد أبنائهم لمساندة الدولة العثمانية وحليفتها ألمانيا في الحرب العالمية الأولى حيث نقل بعض أهالي المدينة إلى الشام نقلا تعسفيا، ونهبت أغذية المدينة المنورة وخيراتها من أجل تموين عساكر الدولة العثمانية، وكذلك نهبت التحف والآثار النبوية التي لازالت موجودة في اسطنبول حتى الآن.

ومن أبرز مظاهر الحكم العثماني في البلاد العربية "إخضاع الأراضي العربية لنظام الدولة العثمانية الإداري القائم تقسيم تلك البلاد إلى ولايات حيث بلغت 15 ولاية وكان يدير كل ولاية والي أو متصرف، كما كانت تسعى لفرض الضرائب الكثيرة على السكان والمحاصيل الزراعية وعلى الأراضي والسلع والخدمات وجباية الأموال لخدمة الدولة العثمانية وسلاطينها دون مردود واضح على تلك البلدان.

ومن أبرز هذه المظاهر "التسلط السياسي وزرع الفتن من أجل منع الجزيرة العربية من أن تكون موحدة"، ونقل الصناع والحرفيين المهرة من مصر والشام إلى إسطنبول، وبناء القلاع والحصون لحماية جنود الدولة وولاتها وفقد الاستقرار وضعف الأمن داخل تلك البلدان وفي طرق الحج.

على الصعيد ذاته، أشارت تفاصيل المناهج الجديدة لمناهج التعليم إلى حذف باب من التربية الاجتماعية للصف الخامس الابتدائي يتحدث عن الدولة العثمانية .

وكان عدد من المؤرخين قد تحدثوا كثيرا عن تاريخ الدولة العثمانية في البلدان العربية ودوره في استعمار بعضها ونهب خيراتها ونشر الجهل والتخلف فيها.