الحس القيادي

علم القيادة هو علم مستقل بذاته له أسسه ومنطلقاته ومبادئه ونظرياته، ويمكن اكتساب معارفه ومهاراته وسماته؛ من خلال التعليم والتعلم والتدريب الممنهج، ويهتم بإعداد قيادات مؤهلة وجديرة وقادرة على إدارة وقيادة المؤسسات والمنظمات المختلفة.

ولا يمكن لأي إنسان أن يتولى قيادة مؤسسة ما أو منظمة دون أن يكون مؤهلاً ومتمكناً من الإدارة والقيادة وأدواتها، ولو تولى دفة قيادة المؤسسة دون إعداد وتأهيل واكتساب للمعارف والمهارات القيادية، سيكون كمن يريد إجراء عملية جراحية للقلب وهو لم يدرس ويتعلم الطب والتخصص، أو كمن يريد أن يقود طائرة دون أن يكون لديه إعداد وتأهيل في مجال الطيران، والنتيجة حتماً ستكون ...!

وحينما يكون القائد متمكناً من الإدارة والقيادة علماً ومعرفةً ومهارةً وممارسةً، يصبح لديه حس قيادي.

فما الحس القيادي؟

الحس القيادي هو مرحلة تجاوزت المعرفة والفكر والمهارة والإتقان إلى المشاعر والعواطف، فيكون القائد متقناًلفنون الإدارة كالتخطيط والتنظيم والإشراف والتوجيه والتنسيق والتقويم، ويملك سمات قيادية كالإلهام والتحفيز والدعم والمشورة والمشاركة، ويجيد العلاقات الإنسانية مع الآخرين.

فالحس القيادي لا يتم اكتسابه دون تعلم وتدريب وممارسة للإدارة ووظائفها، وللقيادة وسماتها، فالحس القيادي يصبح جزءاً أساسياً من شخصية القائد المتمكن.

فالقائد الذي يمتلك حس قيادي يكون قادر اً على:

  • التمكن من العمل القيادي بكل كفاءة واقتدار.
  • يمتلك رؤية مستقبلية ذاتية ومؤسسية تحدد الاتجاه والأهداف وتوحد الجهود.
  • مُلهم للآخرين نحو العمل والنشاط وتحقيق الأهداف.
  • مُحفز باستمرار؛ لاستثمار القدرات والطاقات، واكتشاف المواهب والقدرات.
  • لا يقف عند المشكلات، بل يقفز إلى الحلول مباشرة ويقدم الدعم المعنوي والنفسي.
  • يفكر في المؤسسة والآخرين العاملين معه والمستفيدين من خدمات المؤسسة.
  • محور اهتمامه الإنسان، ويعتبره الركيزة الأساسية لتطوير المؤسسة وتقدمها.
  • يقدم الدعم الإداري والقيادي للمبادرات والمقترحات التي تسهم في تطوير العمل أفراداً ومؤسسةً.
  • يسعى دوماً للتجديد والتطوير، ولا يقبل بالوضع الراهن.
  • يصنع الفرص ويستثمرها لأجل تطوير المؤسسة وتحقيق أهدافها.

وغيرها الكثير والكثير، فالقائد لا حدود لطموحه ومستقبله، فهو يعمل باستمرار ووفق منهجية علمية منطقية موضوعية سليمة.

ويصبح القائد الذي يمتلك حساً قيادياً، خبيراً ومستشاراً في العمل الإداري والقيادي، ويمتلك قدرة فائقة على تشخيص العمل داخل المؤسسة، وتحديد نقاط القوة والضعف للقيادات العاملة في المؤسسة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يصبح لديه حس قيادي نحو:

  • معرفة واقع الثقافة التنظيمية ونوعها وأهم الصفات الإدارية والتنظيمية التي تتسم بها المؤسسة.
  • لديه حساسية عالية جداً نحو اللغة التي يتحدث بها قائد المؤسسة، ويمكنه من خلال اللغة معرفة إمكانات وقدرات القائد (الحكم على القائد من لغته).
  • تشخيص نوع الإدارة بالمؤسسة ما بين المركزية واللامركزية.
  • تحديد النمط القيادي الذي يستخدمها قائد المؤسسة في إدارة العمل بها إما (نمط تسلطي أو ديموقراطي شوري أو ترسلي متساهل).
  • يستطيع الحكم على من يتولى قيادة المؤسسة من حيث إجادته وإتقانه للمهارات الإدارية أو لا.
  • يستطيع تحديد نوع العلاقات التي تربط أعضاء المؤسسة فيما بنيهم.
  • يمكنه معرفة من يملك سمات قيادية أو لا يملكها بمجرد الالتقاء به والحديث معه.
  • يستطيع تشخيص الأمراض والأعراض الإدارية التي تعاني منها المؤسسة.

وغير ذلك، فالحس قيادي ليس موروثاً بل مكتسباً، ويمثل جزءاً كبيراً ومهماً من شخصية القائد.