صورة متداولة لعراقيين يحرقون العلم الإيراني في التظاهرات

حرق العلم الإيراني في احتجاجات العراق - متداولة
حرق العلم الإيراني في احتجاجات العراق - متداولة

تداول نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورة قيل إنها لعراقيين يحرقون العلم الإيراني خلال التظاهرات التي اندلعت في مدن عراقية احتجاجا على تردي الأوضاع وانتشار الفساد في البلاد.

وانتشرت صورة العلم الإيراني المحروق وسط الاحتجاجات العراقية في الهاشتاج المتصدر لقائمة الأكثر تداولا في تويتر "العراق تنتفض"، وأتبعتها تعليقات تشير بأصابع الاتهام إلى إيران في فساد الحياة السياسية والاجتماعية بالعراق بسبب تدخل الأيادي الإيرانية.

وفي وقت سابق ذكرت قناة "الحدث" أن متظاهرين عراقيين أحرقوا أعلام إيران خلال مسيرات في مدينة البصرة، وسط هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.

إيران تخرب العراق

وتتعمّد طهران تدمير جهود حكومة بغداد للنأي بالعراق عن تحمّل تبعات التصعيد الجاري في المنطقة بسبب التوتّر بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وعدد من حلفائها الإقليميين والدوليين، من جهة مقابلة.

ولم تمض أيام على قصف صاروخي لمحيط السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية، وتهديد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ داعش من مغبّة تكرار مثل ذلك الاستهداف الذي يرجّح أنّ وراءه إحدى الميليشيات التابعة لإيران، حتى بادر السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي إلى التهديد باستهداف القوات الأميركية على الأراضي العراقية في حال تعرّضت بلاده “لأي اعتداء من قبل واشنطن”.

وردت وزارة الدفاع العراقية، الجمعة، على كلام السفير معتبرة “الأراضي العراقية خطا أحمر”. وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء تحسين الخفاجي إنّ “العراق يرفض التهديدات التي تطلقها إيران أو أميركا”، مضيفا لقناة روسيا اليوم “العراق لن يكون منطلقا للاعتداء على إيران كما لن يسمح بأن يتم تهديد المصالح الأميركية على أراضيه”.

وأظهر كلام السفير الإيراني، مجدّدا، حرص إيران على توريط العراق في صراعاتها ضدّ خصومها الإقليميين والدوليين، والإبقاء عليه ساحة لتصفية الحسابات ضدّ هؤلاء الخصوم.

وبحسب خبراء الشؤون الأمنية والعسكرية، فإن وجود العشرات من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على الأراضي العراقية يمنح طهران إمكانية خوض الصراع بالوكالة ضد الولايات المتحدة على أرض غير أرضها ودون خسائر تذكر، وهو ما تطبّقه إيران في اليمن حيث توكل لجماعة الحوثي مهمّة مواجهة السعودية والاعتداء على أراضيها واستهداف منشآتها الحيوية، دون تدخّل ميداني واضح من إيران عدا بعض المساعدات التقنية الخفية وجهود إيصال الأسلحة إلى الجماعة.

اشتعال المظاهرات

في الوقت الذي، وجه وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، الأربعاء، بتأهب جميع القطاعات العسكرية للحفاظ على سيادة الدولة والمنشآت الحكومية والأهداف الحيوية والسفارات والبعثات الدبلوماسية كافة.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الدفاع دعوته إلى "ضرورة ضبط النفس".

يأتي ذلك فيما عقدت الرئاسات الثلاثة (رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي) اجتماعا عاجلا "لبحث آلية الاستجابة لمطالب المحتجين".

وأعلنت السلطات العراقية فرض حظر تجوال في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، في اليوم الثاني للاحتجاجات التي تجتاح مناطق متفرقة منها العاصمة بغداد.

ونقلت الوكالة دعوة محافظ ذي قار إلى التهدئة وضبط النفس والتعاون مع القوات الأمنية، للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.

وأشارت مصادر أمنية في المحافظة، إلى وقوع اشتباكات بالأسلحة بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، بين المحتجين وقوات الأمن.

وتشارك قوات مكافحة الإرهاب القوات الأمنية في إحكام السيطرة على الناصرية.

وكشفت تقارير عن أن المتظاهرين اقتحموا مبنى محافظة ذي قار، التي تعج بالاحتجاجات على خلفية المطالب بمواجهة الفساد وتحسين ظروف المعيشة ووقف التدخل الأجنبي في الشأن العراقي.

إلا أن وسائل إعلام عراقية أشارت لاحقا إلى أن قوات الأمن استعادت السيطرة على مبنى المحافظة.

وفي وقت سابق، قالت مصادر محلية إن متظاهرين اثنين في مدينة الناصرية، الأربعاء، مما يرفع حصيلة القتلى إلى 5 منذ بدء الاحتجاجات، الثلاثاء.

وأكد بيان لمجلس الأمن الوطني على"حرية التظاهر والتعبير والمطالب المشروعة للمتظاهرين"، مستنكرا "الأعمال التخريبية التي رافقت التظاهرات".

وشدد المجلس على "اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وكذلك تحديد قواطع المسؤولية للقوات الأمنية"، مشيرا إلى "تسخير كافة الجهود الحكومية لتلبية المتطلبات المشروعة للمتظاهرين"