ردود فعل عالمية غاضبة في اليوم الرابع للعدوان التركي على سوريا

لليوم الرابع على التوالي، يتواصل العدوان التركي على الشمال السوري، وبدأت دول أوروبية تتحرك للضغط على أنقرة لوقف هجومها الغاشم، غير المبرر، على الأكراد في الأراضي السورية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب وقف الهجوم التركي بشمال شرق سوريا.
وأضاف في تصريحات صحفية، إن الهجوم التركي في سوريا يهدد بالتسبب بوضع إنساني لا يمكن تحمله.
وانتقدت أنيجريت كرامب-كارنباور وزيرة الدفاع الألمانية زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، اليوم الأحد، الولايات المتحدة وتركيا على خلفية العدوان التركي على سوريا، قائلة: "إن تخلي الولايات المتحدة عن الأكراد كان فعلا مدمرا؛ لأنها تركت لتركيا حرية التصرف حيالهم ونشر قواتها شمالي سوريا".
وأضافت وزيرة الدفاع الألمانية - في تصريح لها اليوم - "عندما كان يحارب التحالف الدولي تنظيم (داعش) في العراق، ساعدته قوات البيشمركة بشكل كبير في العمليات العسكرية"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قامت باستدعاء الأكراد عند الحاجة إليهم في المعركة والآن تخلت عنهم.
وتابعت: "يتعين على أعضاء حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أن يسهموا في استقرار السلم العالمي وليس زعزعة استقراره، تركيا شريك في الحلف الذي يقوم على القيم"، محذرة من أن تتحول تركيا مع الزمن إلى قوة احتلال في شمال سوريا.

وحضّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وقف العملية التي تنفّذها بلاده في شمال سوريا فوراً، محذرة من أنها قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وتتسبب بعودة تنظيم داعش.

وفي اتصال مع أردوغان، طالبت ميركل "بوقف فوري للعملية العسكرية"، وفق بيان صدر عن مكتب المستشارة.

وتهدد العملية بدفع كثير من السكان للفرار من منازلهم، بحسب ميركل، التي أشارت إلى أنها تحمل كذلك خطر "زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة تنظيم داعش إلى الواجهة".

وتظاهر آلاف الاشخاص الى جانب شخصيات سياسية فرنسية من اليسار في عدة مدن في فرنسا دعما للأكراد وتنديدا بالهجوم التركي على مواقعهم في شمال سوريا، فيما نظمت تجمعات أخرى أيضا في أوروبا.

أعلنت السلطات الفرنسية الأحد، عن قلقلها بشأن فرار مئات الأشخاص من أفراد عائلات تنظيم داعش اللإرهابي من مخيم النازحين في سوريا، داعية أنقرة مجددا إلى "إنهاء تدخلها العسكري" في سوريا "بأسرع ما يمكن".

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، سيبيت ندياي، على قناة "فرانس 3" الحكومية "بالتأكيد نحن قلقون إزاء ما يمكن أن يحصل ولهذا السبب نأمل أن تنهي تركيا.. بأسرع ما يمكن التدخل العسكري الذي بدأته والذي نددنا به بوضوح".

وأضافت "لا أعلم اليوم من هم تحديداً الأشخاص الذين فروا من المخيم، وأعربت فرنسا منذ بداية هذا التدخل العسكري عن خشيتها من حصول ذلك"، مشيرة إلى "إرهابيين فرنسيين طالما اعتبرنا أنه يجب أن تتم محاكمتهم حيث هم".

وتابعت "دبلوماسيتنا نشطة بشكل كبير"، مشيرةً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كان له فرصة التحدث مع (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب لتذكيره بالمخاوف الفرنسية".

وأشارت إلى "إجماع دول الاتحاد الأوروبي على إدانة هذه العملية الاحادية الجانب على الأراضي السورية".

وطلبت فرنسا بدايةً عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، وهي من الدول المشاركة في التحالف الدولي في سوريا، و"أعلنّا أيضاً أننا لن نزود تركيا الأسلحة بعد الآن"، وفق المتحدثة.

وأضافت "لقد نزح سكان، وهناك ما يثير مخاوف من أزمة إنسانية خطيرة" في المناطق التي تنفذ فيها تركيا عمليتها العسكرية.