زيارة بوتين.. تأكيد دولي على حجم السعودية

ماجد موسى الغيث
ماجد موسى الغيث

برفقة وزير الطاقة ورئيس صندوق الثروة الروسي السيادي وطأت أقدام الزعيم الروسي بوتين أراضي المملكة العربية السعودية زيارة لها دلائل اقتصادية عدة نستلهمها من الوفد المرافق علاوة على كونها سياسية من الطراز الأول إذ تأتي هذه الزيارة في وقت يكاد يجوز القول فيه بأن الشرق الأوسط على شفا الانفجار إن لم تسرع القوى السياسية في إيجاد حلول سياسية للأزمة في سوريا و التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني.

ارتكزت الزيارة في المقام الأول على العلاقات بين البلدين و مدى عمقها فبوتين و الذي أكد قبل أيام خلال لقاء متلفز بثته قناة العربية عن كون المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية تتجاوز الحدود الإقليمية لتكون مؤثراً هاماً على الاقتصاد العالمي و الدولي بكل مكوناته حيث تعتبر أكبر منتج للنفط و أكبر مصدر أيضاً ما يجعل الجميع يتهافت صوبها حال حدوث أي خلل في استقرار أسواق الطاقة العالمية فمفتاح الاستقرار و الأمن في الشرق الأوسط هو سلامة السعودية و أراضيها بذا يضمن الجميع أمن الاقتصاد العالمي.

هذه الزيارة نجم عنها توقيع العديد من الاتفاقيات التي تخدم البلدين في قطاع الطاقة و النفط و في قطاعات اقتصادية أخرى ذلك الأمر الذي تسعى إليه روسيا من سنوات و ها قد جاء اليوم الذي تبدأ الاقتراب به من المملكة سعياً نحو إيجاد حليف قوي لها في الشرق الأوسط تستطيع الشراكة معه و الوثوق به ما يجعل من روسيا لاعباً حقيقياً و فاعلاً في منطقة الشرق الأوسط فأياً كانت علاقاتها مع الدول الأخرى في محيط السعودية لن تغني ولا تسمن من جوع بلا المملكة العربية السعودية.

الزيارة لم تقتصر على تعميق الاتفاقيات الاقتصادية بل تم التباحث أيضاً في شؤون المنطقة ككل سياسياً و اقتصادياً و عسكرياً فمع الغزو التركي للأراضي السورية تلاقت مواقف السعودية و روسيا برفض تام لهذه الحرب و اعتبارها بمثابة احتلال لأراضي دولة عربية ذات سيادة، التقاء في الرؤى و المواقف ينتج تقارباً في إيجاد حلول مستقبلية للأزمة في سوريا عدا عن الوقوف في وجه العدوان التركي.