من سيخلف البغدادي في زعامة داعش؟

بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي وعدد كبير من عناصره، في عملية نفذتها القوات الأميركية الخاصة استهدفت مكانه في قرية باريشا في ريف محافظة إدلب بسوريا، برزت التساؤلات عن مستقبل التنظيم الأخطر في العالم ولكن أبرزها ما أثير بشأن الخليفة المحتمل للبغدادي.

في التفاصيل، شرح ترمب أن البغدادي قتل مع 3 من أطفاله شمال غرب سوريا، وأنه قتل بعد أن فجّر سترته المفخخة، ونوّه بأن هناك امرأتين قتلتا مع البغدادي كانتا ترتديان حزامين ناسفين، وأنه عهد بـ 11 طفلا من أطفال البغدادي إلى طرف ثالث.

قبل مشهد الإعلان عن قتل البغدادي بسنوات، برز اسم "عبدالله قرداش" المكنى بـ"أبوعمر" الذي تولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل تنظيم داعش الإرهابي، وأحد المقربين من أبوالعلاء العفري النائب السابق للبغدادي، كخليفة محتمل لزعيم التنظيم الإرهابي.

وذكر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القيادي الداعشي المعروف بـ"عبدالله قرداش" هو الأقرب لتولي خلافة أبوبكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي.

وكان البغدادي، قد رشح، في أغسطس الماضي "أبوعمر قرداش"، خليفة له لزعامة التنظيم، وأوكل إليه في بيان للتنظيم مهمة "رعاية شؤون المسلمين"، حسب مواقع مقربة من تنظيم داعش.

وتمتد العلاقة بين البغدادي وقرداش، إلى نحو 16 عاما، حيث التقى الإرهابيان في سجن بوكا بمحافظة البصرة جنوب العراق، الذي كانت تديره القوات الأمريكية في حينها بعد عام 2003، وظلا فيه لسنوات سجناء؛ قبل أن يُطلق سراحهما، ويؤسس البغدادي تنظيم داعش في 2013.

وأشار المركز إلى أن "قرداش" هو أمير محمد سعيد عبدالرحمن محمد المولى مولود عام 1976 في تلعفر غرب الموصل، وهو تركماني الأصل إلا أن قيادات بداعش تؤكد أنه عربي الأصل.

وحصل قرداش على بكالوريوس في الشريعة من كلية الإمام الأعظم في الموصل، وبزغ في أوساط التنظيمات الإرهابية منذ عام 2003 حيث شغل منصب "شرعي عام" لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وكان معتقلا سابقا في سجن "بوكا" بمحافظة البصرة؛ حيث التقى البغدادي، ثم تولى منصب أمير "ديوان الأمن العام" في سوريا والعراق.

وتولى قرداش منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين" داخل التنظيم، وكان أحد المقربين من أبوالعلاء العفري النائب السابق للبغدادي، ويصنف بأنه من أقسى وأشرس قادة تنظيم داعش.

وفي أغسطس الماضي، ذكرت تقارير صحفية، أن أبوبكر البغدادي اشتد عليه المرض، ولهذا رشح مساعده الملقب "عبدالله قرداش" لزعامة التنظيم في العراق وإدارة أحوال وشؤون التنظيم.

وأوضحت التقارير أن تنصيب "قرداش" تم بهدف إرضائه، خاصة بعد وقوع خلاف بينه وبين البغدادي، إلا أن زعيم داعش وبعد أن لمس البغدادي الهزيمة في صفوف تنظيمه، حاول أن يرسل شخصا يحظى بقبول لدى عناصر التنظيم في العراق، فنصب عبدالله قرداش وأعطاه صلاحية الإشراف على قواطع في "ولاية العراق" حسب تسمية التنظيم الإرهابي، وهي "قاطع صلاح الدين" و"قاطع ولاية دجلة" لأنهما يحظيان باهتمام البغدادي.

وذكر تقرير لجهاز الأمن الوطني العراقي المعني بملف الإرهاب والجماعات الإرهابية، كشف عنه الخميس 8 أغسطس الماضي، أنه يمكن لتولي "قرداش" نقل تنظيم داعش إلى مرحلة خطيرة للغاية من العنف العشوائي الذي يطال المدنيين بطريقة انتقامية.

كما أن ترشيح "عبدالله قرداش" قد يطرح احتمالات خطيرة لعودة العمليات الإرهابية التي تستهدف إثارة الفتنة الطائفية في العراق والانتقام ممن "خذل التنظيم".