الجارديان: كيف خدعت تركيا واشنطن في قرار حظر تصدير الطائرات المسيرة؟

أفاد تحقيق لصحيفة الجارديان البريطانية بأن تركيا تحايلت على الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة على تصدير الطائرات المسيرة القاتلة، ما سمح لها بحيازة تكنولوجيا فتاكة يحذر الخبراء من انتشارها على نحو خطير.

وكشف التحقيق، الأربعاء، عن أن أنقرة استخدمت مكونات خاصة بالقذائف تم تطويرها لأول مرة في مصنع بالمملكة المتحدة لتصنيع طائرات بدون طيار تركية استخدمتها لاستهداف وقتل المئات في سوريا وليبيا.

وقالت الصحيفة إن المساعدة المهمة من مصنع في مدينة برايتون ساعدت في تمهيد الطريق أمام تركيا لتصبح ثاني أكبر مستخدم للطائرات المسيرة المسلحة في العالم، لتحاكي أساليب استخدمتها واشنطن لأول مرة، فيما تزعم أنقرة أنها تساعدها في"حربها ضد الإرهاب".

وأوضحت أن تركيا استخدمت الطائرات المسيرة طراز "بيرقدار تي بي 2" بكثافة في عملياتها العسكرية الثلاث حتى الآن لاستهداف القوات التي يقودها الأكراد في سوريا، وهي المسؤولة عن قتل 449 شخصًا في واحدة منها، أي ما يعادل خمس الوفيات المعلنة رسميا.

وأشارت إلى أنها استخدمتها أيضا لقتل من وصفتهم وزارة الدفاع التركية بأنهم "خمسة إرهابيين من حزب العمال الكردستاني" عبر الحدود في العراق هذا الشهر، في تقليد للضربات التي شنتها الولايات المتحدة في باكستان واليمن والصومال.

وأكدت أن تركيا لم تكن لتنجح في تطوير طائرات "بيرقدار تي بي 2" المسلحة، لولا حامل الصواريخ "هورنت"، الذي صممته ووفرته شركة "آي دي أوه إم بي إم تكنولوجي" (EDO MBM Technology) بمدينة برايتون عام 2015.

وأوضحت أنها قطعة متطورة من المعدات، وصفها بعض الخبراء بأنها "اليد الذكية" التي تضمن إطلاق الذخائر التي تطلق من طائرة بدون طيار بشكل صحيح بعيدا عن الطائرة وعلى الهدف الذي تحدده الإحداثيات.

ووفقا للصحيفة، أشار تقرير نشر في مجلة "جين ديفنس ريفيو" في مايو 2016 إلى أن الصانع البريطاني صدّر حامل الصواريخ إلى شركة "بايقار" التركية في مرحلة التطوير الأولي الحاسمة، ثم قامت الشركة بتطوير حوامل الصواريخ الخاصة بها.

ونوهت بأنه بعد مرور 4 سنوات تدير قوات الأمن التركية أسطولا مكونا من 86 طائرة "تي بي 2" مسلحة، استخدمتها في الحرب الليبية التي قتل فيها عشرات الأشخاص جراء غارات بطائرات بدون طيار.

وأظهرت برقية دبلوماسية أمريكية تاريخها يعود إلى عام 2009، ضمن تسريبات "ويكيليكس"، كتبها سفير واشنطن آنذاك في تركيا، جيمس جيفري، أن "أنقرة تسعى إلى الحصول، على وجه السرعة، على قدرتها الخاصة بمركبة جوية غير مأهولة (أي طائرة مسيرة)، لتتمكن من مواصلة العمليات المضادة لحزب العمال الكردستاني دون مساعدة أمريكية".

من جانبه، قال النائب المكلف بقضايا التجارة الدولية في حزب "العمال" المعارض، باري جاردينر، إنه قلق بشأن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى تركيا.

وأضاف أن الحزب سيجري "إصلاحات جذرية وفرعية لضوابط تصدير الأسلحة لضمان عدم استخدام الأسلحة البريطانية الصنع لقتل المدنيين الأبرياء".