كيف يفكر القائد؟

يسألني كثير من الأساتذة والطلبة والأصدقاء: كيف يمكنك معرفة القائد من غير القائد؟
فأجبتهم: من لغته.

فرأيت التعجب والدهشة على محياهم.

فقلت لهم: إن اللغة تشكل الفكر، والفكر يصوغ اللغة.

فالفكر واللغة وجهان لعقل واحد.

وبالتالي لغة القائد تعكس فكره.

ففكر القادة وتفكيرهم يختلف عن بقية الناس، وسأشير في مقالي إلى بعض ما يميز فكر القائد:

التفكير الشامل، حيث ينظر القائد إلى القضايا والمواقف والأشخاص من عدة زوايا قد تصل في مجملها إلى 360 درجة تعطيه صورة واضحة وكبيرة ومتكاملة، وبالتالي يتسم قرار القائد بالحكمة، وتعكس لغته ذلك.

التفكير المُركز، فالجمع بين التفكير الشامل والتفكير المُركز هي سمة للقائد فقط، فمع نظرته الشمولية، إلا أن تفكيره يتسم بالعمق الذي يكشف أغوار وخفايا متجذرة في القضايا والمواقف.

التفكير الواقعي، من سمة العقل الإنساني الخيال، ورسم الصورة المثالية، وهذا طبيعي لكل إنسان، لكن الجمع بين الواقعية والمثالية، فهذا ما يتميز به القائد والمُفكر، فمع رسم المستقبل وتخيله إلا أن الواقع حاضراً أمام فكره وبصره.

التفكير الاستراتيجي، القائد يحمل رسالة يُمارسها ويُريد إيصالها، رسالة هدفها الرقي والتقدم والنمو والتطور، رسالة تنطلق من الواقع وتصنع المستقبل، فالقائد لديه قدرة على استشراف المستقبل برؤية ثاقبة واستبصار استراتيجي.

التفكير التأملي: يُعتبر التأمل من مهارات التفكير العليا التي يمكن اكتسابها وممارستها، فالقائد وصل إلى مرحلة من التأمل والتدبر في الواقع وفي الإمكانات وفي الطموح وفي المستقبل، فبالتأمل يمكن للقائد أن يكون حكيماً في قرارته رشيداً في أفعاله، والتأمل يسهم في تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف، والفرص والتحديات بكل هدوء واتزان.

التفكير في النتيجة النهائية، من عادات الأشخاص الأكثر فعالية التي ذكرها ستيفن كوفي "أن تبدأ والنتيجة النهائية في ذهنك"، ففعالية القائد تنطلق من رؤيته المستقبلية الواضحة وإدراكه للنهائيات التي يمكن الوصول لها بناءً على معرفته وفهمه للواقع والخطط والإجراءات والممارسات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف.

ختاماً فكر القائد أكبر من أن يستوعبه مقال، والجدير بالذكر أن القائد يتميز بفكر تعكسه لغته وقرارته.