رئيس مجلس علماء باكستان يشيد بجهود القيادة في الدفاع عن قضايا الأمة

عقد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود أشرفي، مؤتمرا صحفيا بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد، للتنديد بقمة كوالالمبور بحضور 4 دول إسلامية.

وأشاد الأشرفي في بداية حديثه بالجهود المباركة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للدفاع عن جميع قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين العربية وكشمير الإسلامية وكافة القضايا المعروفة للشعوب العربية والإسلامية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان والصومال وما قدمته المملكة لشعب البوسنة والهرسك وبورما وغيرها من الشعوب المعتدى عليها والمحتلة من الدول الهمجية المتسلطة.

وأضاغ الأشرفي: لا يمكن أن نجد شعب ودولة إسلامية تحتاج للعون والمساعدة إلا وتجد أن المملكة وقيادتها الرشيدة غول المبادرين لتقديم العون والمساندة بالمال والكلمة والدفاع العسكري والمدني والحقوقي وهذا معروف للعالم بأكمله، لأن المملكة العربية السعودية هي بلاد الحرمين الشريفين وأرض المشاعر المقدسة وموطن الإسلام الأول ومنبع السلم والسلام وفيها قبلة المسلمين ، والملك سلمان بن عبدالعزيز هو قائد الأمة الحكيم، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القائد الملهم لشباب الأمة، وتربطه ببلادنا باكستان ودولة رليس وزرائها الوفي عمران خان علاقات أخوية تاريخية أصيلة وصداقة ومحبة مبنية على أسس إسلامية راسخة ولا تتبدل ولا تتأثر بالمستجدات والمتغيرات.

وتطرق الأشرفي لمؤتمر ماليزيا الرباعي، وقال مستنكرآ لهذا التجاوز والخروج غير المألوف عن صفوف الأمة وهو تصرف فردي جديد لا مثيل له منذ 50 عامًا حتى اليوم وقال في هذا الصدد: "إن هذه القمة الغريبة التي أحتضنتها العاصمة الماليزية كولالمبور تستهدف في المقام الأول محاولة يائسة لتفكيك وحدة هذه الأمة العريقة وخطوة فاشلة استهدفت تمزيق صفوف العالم الإسلامي، والغريب أن من شارك بحضورها 3 دول فقط وأحسنت أندونيسيا وباكستان الإعتذار عن مشاركتها وحضورها بعد أن أيقنت بأن القمة تستهدف تفكيك الأمة، وشارك بالحضور دول تعتبر من أول الداعمين للتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم والكل يعلم عن هذه الدول المارقة التي مزقت دول المنطقة وتعبت الثروات ودعمت الثورات والحركات والجماعات الطائفية و الانقلابية.

وأضاف الأشرفي متسائلا: لماذا تم الترتيب لتنظيم هذه القمة دون التنسيق المباشر مع منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل جميع الدول الإسلامية بعضوية 57 دولة وهناك سر وراء ذلك ويعلم الجميع بأن دور منظمة التعاون الإسلامي كان متميزا ومعروفا منذ 50 عاما بذلت خلالها الجهد الكبير لتعزيز مكانة الأمة وحماية مصالحها وتحظى بدعم المملكة العربية السعودية دولة المقر للمنظمة الشامخة، وبلا شك فإن تجاهل المنظمة والتشاور معها يعتبر تصرف غير عقلاني ومؤشر سلبي يكشف ما هو خلف الستار من التخطيط والتآمر لتفكيك صفوف الأمة، وهو عمل مرفوض لأن العالم الإسلامي ينتظر مساندة جميع الدول لمواجهة نظام ولي الفقيه الإرهابي المتطرف الذي مزق اليمن والعراق ولبنان وسوريا ، ويهدد بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ويدعم عصابة الحوثي التي هاجمت قبلة المسلمين والمطارات والمنشأت النفطية والسفن بالصواريخ والطائرات المسيرة وتسعى منذ عام 1979 للسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال ما كان يسمى تصدير الثورة ، وتسببت هذه الثورات في تدمير مجموعة من البلاد الإسلامية وتخريب اقتصاد مجموعة من الدول العربية، ونشر الطائفية والتطرف والإرهاب في أوساط الدول المسالمة.

وأضاف الشيخ طاهر أشرفي: "والكل يعلم ماذا فعلت إيران مع شعب العراق واليمن وسوريا ولبنان وما هو حجم الجرائم الإرهابية والقتل والتشريد والنهب الذي قامت به في هذه الدول وماذا نتج عن تدخلات هذا النظام الطائفي الإرهابي في شؤون المسلمين الداخلية وتدخلاته في مختلف دول العالم والكل يعلم ماذا فعلت تركيا تجاه عدد من الدول العربية ومنها سوريا الشقيقة وتهديدها الحالي المستمر المعلن للتدخل العسكري في ليبيا؟

وأضاف: فكيف يمكن أن نسمي هذا الاستعراض الإعلامي قمة في ظل أن المشاركين في هذه القمة المزعومة سقطت جميع مشاريعهم السياسية الوهمية، فبادروا بخطة جديدة بديلة تستهدف استغلال وحدة الإسلام والمسلمين كواجهة لمشروعهم السياسي الفاشل.

وأضاف الأشرفي: يمكن أن نسمي هذه القمة "المؤامرة الرباعية" لتفكيك الأمة وتهميش دور منظمة التعاون الإسلامية وتقسيم المنطقة وتشويه صورة المملكة وقيادتها الرشيدة وتقويض جهودهم المباركة للدفاع عن الإسلام والمسلمين، وغضاف رئيس مجلس علماء باكستان: من كان يبحث عن وحدة الأمة وإستعادة أمجادها كما يزعمون في القمة الرباعية الفاشلة فيجب عليه التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي قبل كل شئ، لأنها تجمع شعوب الأمة في منظمة مشهود لها بالعمل والجهد الدؤوب ولها دور كبير في هذه المرحلة المهمة من تاريخ العالم العربي والإسلامي وليعلم الجميع بأن محاولات الدول الحاقدة لتأسيس تحالفات سياسية جانبية بغطاء إسلامي لن يكتب لها النجاح لأن هذه الدول الأربعة لم تحترم 53 دولة إسلامية ولم تحترم قائد الأمة الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولم تحترم منظمة التعاون الإسلامي المنثلة لعدد 57 دولة إسلامية، وتخفي أهدافها المشبوهة وتعمل خلف ستار الدين لتحقيق اهدافها الخفية، وتنشر الفتن وتحرض الشعوب الإسلامية على تدمير أوطانها والإنقلاب على حكامها ، وتسعى لتخريب أمن وإستقرار الدول العربية والإسلامية من خلال التحريض المستمر ومخالفة القيم الاسلامية والعبث بأصول التضامن والوحدة الإسلامية بين المسلمين.

وطالب الشيخ الأشرفي هذه الدول التي شاركت في القمة الرباعية الهزيلة المنعقدة في كوالالمبور إلى ضرورة مراجعة التجارب السابقة للدول المشاركة في هذه المسرحية الهزلية وقراءة التاريخ بشكل جيد ومعرفة السجلات المليئة بالحقد والكراهية والعنف والتطرف والإعتداء والحوادث الإجرامية والإرهابية ، ويجب التعرف على جهودهم الحقيقية وحجمها ونستوى عطائهم لخدمة الإسلام والمسلمين وسيتعرف الجميع على الحقيقة المؤلمة التي تؤكد بأن هولاء لم يقدموا شئ يذكر للإسلام وسيعرفون بأن إنجازاتهم لخدمة المسلمين لا تذكر ونقول لهولاء: ومع ذلك فإن الأبواب مازالت مفتوحة وطريق العودة للصواب مطلوبة لإعادة توحيد الصفوف، ونجدد تقديم خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على جهودهم المباركة، ونشكر دولة رئيس وزراء باكستان عمران خان وفخامة الرئيس الإندونيسي ونثمن وقفتهم التاريخية الشجاعة المشكورة الواضحة الاصيلة القوية ورفضهم المشاركة في قمة تفكيك صفوف الأمة التي فشلت قبل أن تبدأ، ولن تنجح في تفكيك صفوف الامة والعبث بمستقبل شعوبنا.