العالم يطوي صفحة العام بالأسهم النارية والغاز المسيل للدموع

غصت ساحة تايمز سكوير في نيويورك بعشرات آلاف الاشخاص الذين استقبلوا عام 2020 بالعد العكسي التقليدي وإسقاط الكرة البلورية بعد أن طوت دول أخرى صفحة من الاضطرابات في أنحاء العالم من باريس التي احتفلت بإطلاق الأسهم النارية رغم الاضرابات وساعة بيغ بن في لندن التي دقت بعد أعمال صيانة.

واحتفل الملايين في أنحاء العالم بدخول العقد الجديد بعد سنة اضطرابات هيمنت عليها تظاهرات داعية لانتفاضات سياسية وتحرك لمواجهة التغير المناخي.

وقالت ناتالي رينهارت (29 عاما) التي أتت لاستقبال عام 2020 في تايمز سكوير "لست متفائلة جدا بشأن المستقبل"، مضيفة: "لا أظن أن أحدا يعتقد بأن العالم مكان جيد. وأعتقد أن هذا أحد الأمور التي تطبع العقد.. هناك تشاؤم واضح، حتى أغنياتنا حزينة ومع ذلك أدى فنانون عروضا في الساحة الشهيرة".

وعبر النيويوركي غابريال رودريغيز (53 عاما) عن تشاؤمه حيال مستقبل المجتمع لكنه قال: "أعيش يوما بيوم".

وقبل ذلك تجمع عشرات آلاف الأشخاص في باريس على "أجمل جادة في العالم" كما يؤكد سكانها، احتفالا بالسنة الجديدة. وأقيم عرض أنوار على قوس النصر في جادة الشانزيليزيه قبل إطلاق الألعاب النارية بعيد منتصف الليل.

وعمت أجواء احتفالية الجادة التي شهدت العام 2019 الكثير من المواجهات بين "السترات الصفر" وهم فرنسيون غاضبون من سياسة الحكومة الاجتماعية والقوى الأمنية. وقد منعوا مساء الثلاثاء من التظاهر.

وفي لندن، دقّت ساعة بيغ بن عند منتصف الليل بعدما كانت صامتة مدة طويلة بسبب أعمال الصيانة. واطلِقت الاسهم النارية على ضفتي نهر تيمز.

ويفترض أن تكون الاحتفالات برأس السنة في بريطانيا الأخيرة لها كعضو في الاتحاد الأوروبي قبل بريكست المقرر في 31 يناير.

وفي تشيلي التي شهدت العام 2019 الكثير من التظاهرات ضد سياسة الحكومة الاجتماعية تجمع آلاف المتظاهرين في "بلازا إيطاليا" في سانتياغو مركز الاحتجاجات للاحتفال ب"رأس السنة بكرامة". وعمت اجواء احتفالية المكان. وقال رافاييل فيرغارا (45 عاما) من الساحة هذه لوكالة فرانس برس، "لا يسعني إلا أن أكون هنا هذه السنة".

وفي وقت سابق في آسيا تجمعت حشود في بيونغ يانغ لمتابعة حفلة موسيقية في وسط العاصمة الكورية الشمالية وقد احتفلوا عند منتصف الليل بحلول 2020 بألعاب نارية أضاءت السماء فوق منصّة أقيم عليها عرض راقص.

أما في كوريا الجنوبية فقرعت الأجراس احتفالا بالعام الجديد، وهو تقليد متّبع في البلاد، وقد تجمّع الآلاف في وسط سيول لحضور حفل موسيقي.

واحتفلت عواصم عدة تباعا بالعام الجديد كل منها بحسب منطقة توقيتها، بعدما اعطت سيدني اشارة الانطلاق للاحتفالات في مختلف انحاء العالم بعرض العاب نارية هائل.

في موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه التقليدي لمناسبة رأس السنة، بعد عشرين عاماً من وصوله إلى الحكم، الروس الى "الوحدة" لمواصلة تنمية البلاد.

أما في دبي، فتجمع الآلاف في محيط برج خليفة، أطول مبنى في العالم. مع عرض ساحر شمل رسوما ضوئية على واجهة البرج مصحوبة بتأثيرات صوتية، بينما عملت نافورة دبي في أسفل البرج، على تقديم "أطول عرض مائي راقص".

ووفقا لوسائل إعلام محلية، فإن كلفة الجلوس في مطعم يطلّ على البرج بلغت بين 1200 درهم (321 دولارا) و2500 درهم (680 دولارا).

كذلك، نظّمت احتفالات في مدن أخرى في الإمارات، بينها رأس الخيمة التي تسعى لدخول موسوعة غينيس مجددا، بعد عام من تسجيلها رقمين قياسيين عن "أطول سلسلة ألعاب نارية" و"أطول خط مستقيم للألعاب النارية".

وفي ريو دي جانيرو نشر أكثر من ألفي شرطي لضمان أمن الاحتفالات على شاطئ كوباكابانا الشهير حيث احتشد نحو ثلاثة ملايين شخص.

وكانت سيدني أول مدينة كبرى في العالم تحتفل بحلول رأس رغم جدل حول عرض الألعاب النارية فيما تستعر حرائق ضخمة في البلاد منذ أشهر.

وجرت الاحتفالات في كثير من مناطق العالم في ظل اضطرابات سياسية جمة.

ففي هونغ كونغ وبعد أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات شبه اليومي، تجمع آلاف المتظاهرين في المدينة ولا سيما على الواجهة البحرية في فيكتوريا هاربر.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مطالبين بتعزيز الديموقراطية قرروا دمج مطالبهم باحتفالات العام الجديد عند الواجهة البحرية هاتفين "عشرة! تسعة! حرروا هونغ كونغ، ثورة الآن". وقد أضاء هؤلاء هواتفهم المجمولة مشكلين محيطا من الأنوار.

ومع طي المحتفلين صفحة 2019، تتجه الانظار الى العام الجديد لمعرفة ما اذا سيكون مضطرباً على غرار العام المنصرم الذي شهد عودة التظاهرات إلى دول عدة للمطالبة بأنظمة سياسية جديدة وباجراءات ضد التغيّر المناخي.

فقد شهد العام 2019 تظاهرات مناهضة للحكومات في أميركا اللاتينية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط ما أدى إلى تنحي قادة في لبنان والجزائر والسودان وبوليفيا.

وخلال هذا العام، أدت المسائل المرتبطة بالتغيّر المناخي إلى تجمّعات في جميع أنحاء العالم، تلبية خصوصاً لدعوة الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ. وسجلت درجات الحرارة على مدى أشهر السنة مستويات قياسية وفقدت ايسلندا نهر جليدي فيما عرفت البندقية فيضانات هائلة.