وزارة الثقافة … حاضنة التراث

استبشرنا خيرا بما تقوم به وزارة الثقافة من عمل دؤوب وممنهج لحفظ الهوية السعودية والحفاظ على المبادئ والثوابت الوطنية والكينونة الثقافية المتعددة لتلك الكيانات ولعل موافقة مجلس الوزراء على استحداث (١١) هيئة ثقافية دلالة واضحة على توثيق وابراز الكيان الثقافي والفني والسعي على تطويره ، وإعطاء الباحثين والمبدعين منصة للتطوير والابتكار .

سأتحدث هنا عن هيئة التراث والتي تعتبر الحاضن الرسمي لقطاع التراث السعودي المتنوع بشقيه المادي واللامادي بالإضافة الى أهمية التراث الطبيعي بمعالمه ومواقعه الطبيعية وتشكلاته الجيولوجية والفيزوبوغرافية وهو ذا قيمة عالمية بارزة ، فالتنوع الكبير في أدوات التراث السعودي مغري ومتعدد فكل منطقة من مناطقنا الغالية يتميز موروثها الشعبي من منطقة لأخرى من ناحية البيئة والإنسان والأدوات المستخدمة مما يجعلنا امام تحد لعرض كل موروث على حده بتضمينه والسعي الى تطويره وتوثيقه أولا وتخليصه من الجمود الذي لايخدمه أبداً وتأهيله سياحيا ثانيا حتى يصير تراثآ جاذبا وهاما في دفع عجلة الاقتصاد السعودي ورافدا مهما من روافد السياحة والاقتصاد ، فهنالك تراث عمراني متنوع في البناء والزخرفة والتاريخ الذي يحمله هذا التراث في كتب ومجلدات المستشرقين والباحثين ووجود متاحف شخصية قيّمة استبشر أصحابها بوجود حاضن لها وبيئة تراثية طبيعية وحرف تقليدية وفنون شعبية وعادات وتقاليد متعددة تجعل من تأسيس هيئة التراث أيقونة ناجحة قبل ان تبدأ لوجود ارضية قوية ورئيسية في إبراز مكونات التراث السعودي وكذلك رؤية وزارة الثقافة التي بلورت هذا المكوّن التراثي الثقافي وتحقيق رؤية ٢٠٣٠ لبرنامج التحول الوطني ٢٠٣٠ ليكون كيان مستقل له مداخيله الاقتصادية والبحثية والتوثيقية .

الإبداع والمبدعون هي ماتسعى اليه هيئة التراث كذلك وهي الحاضنة لهم انطلاقا من تميز الإنسان السعودي القديم في البناء والزخرفة وإبداعه في عمل الحرفة اليدوية والتي تكونت من مقولة ( الحاجة ام الاختراع ) ولكن ذهب بعيدا في صقل تلك الحاجة لتكون صناعات في وقتها متميزه كدلالة على ابداعهم في الصناعة التي استمر اغلبها حتى وقتنا الحاضر ، فالمبدعون في وقتنا الحاضر لديهم مواهب مبتكره في الاعمال التراثية والتي التي تخلق بيئة عمل اقتصادية مستدامة ، وامتداد تراثي ثقافي لتلك الصناعات القديمة الرائدة في الفن والتصنيع.

* نقطة اخر السطر
ترسيخ الهوية الوطنية يأتي من خلال تعريف النشئ بماضيهم وتراثهم المشرف الذي بُني عليه الوطن وانطلقت بعد ذلك تكويناته الاجتماعية التي بدأت عليه حتى وقتنا الحاضر ، نتمنى في المستقبل القريب ان نرى مادة تراثية ثقافية تعليمية يتم تعليمها في قطاع التعليم العام للحفاظ على الثوابت والعادات والتقاليد والبعد عن الثقافات الدخيله التي تمثل خطرا على حفظ التراث السعودي والخوف من ضياعه واستبداله بهويات الشعوب الأخرى .

* (إن الإلمام بالتراث ينير الأفكار وينير طريق الحياة) .

باحث في التراث