“أموات يصوتون من مقابرهم”.. كيف زور نظام خامنئي انتخابات برلمان إيران؟

كشف تقرير لشبكة إخبارية ناطقة بالفارسية النقاب عن وجود تزوير داخل مراكز الاقتراع بانتخابات البرلمان الإيراني في دورته الـ 11، التي شهدت أدنى نسبة مشاركة من جانب الناخبين منذ 4 عقود.

ووفقا لـ"شبكة إيران واير" التي يديرها صحفيون عبر الإنترنت، في تقرير لها، الإثنين، نقلاً عن رئيس أحد مراكز الاقتراع في مقاطعة خرمشهر الواقع بمحافظة خوزستان (جنوب غرب) أن "السلطات الإيرانية طلبت منهم إضافة آلاف البطاقات الانتخابية لكل مرشح في صناديق الاقتراع"، وأكدت تقارير إن ذلك شمل بطاقات اقتراع لحالات وفاة وأشخاص لم يحضروا في الأساس.

وأضاف رئيس مركز اقتراع خرمشهر، رفض ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع شبكة إيران واير، أن "هذه الدورة الانتخابية كانت أضحوكة، لأن نسبة الإقبال كانت متدنية للغاية في خرمشهر رغم البدء في فرز أصوات الناخبين منذ إغلاق التصويت منتصف ليل الجمعة حتى الساعات الأولى من صباح الأحد".

واستطرد أن وزارة الداخلية الإيرانية، باعتبارها المسؤولة عن تنظيم الانتخابات البرلمانية، طلبت من رؤساء مراكز الاقتراع إضافة ما يتراوح بين 2 إلى 3 آلاف صوت انتخابي لكل مرشح داخل صناديق الاقتراع، لكي ترتفع نسبة مشاركة الناس في الانتخابات، حسب التقرير.

وأوضح المسؤول في بلدية خرمشهر أن نسبة إقبال الناخبين بهذه المقاطعة على التصويت لصالح المرشحين في مراكز الاقتراع لم تتجاوز 40%.

وأشار إلى أن عدداً من المرشحين في انتخابات البرلمان الإيراني بدورته الـ11 ربما لم يحصلوا على أكثر من 9 آلاف صوت انتخابي خلافاً للدورتين السابقتين عامي 2012 و2016؛ حيث كانت الأصوات تقارب 20 ألف على الأقل لحساب كل مرشح، وفق قوله.

وسجلت الانتخابات التشريعية الإيرانية التي جرت، الجمعة، أدنى نسبة مشاركة في اقتراع منذ عام الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.

وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي، الأحد، أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 42,57%.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت قبل التصويت أن نسب المشاركة في كل من 10 انتخابات تشريعية أجريت منذ ذاك، تجاوزت الـ50%.

وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن آلافاً من مراكز الاقتراع داخل نحو 50 مدينة خلت من وجود ناخبين في أنحاء متفرقة من إيران، بعد مرور أكثر من 5 ساعات (مدة التصويت إجمالاً 10 ساعات) على بدء التصويت رغم التمديد لمرتين، الجمعة الماضي.

وأضافت المقاومة الإيرانية، التي تتخذ من باريس مقراً لها، في بيان أن أعداداً كبيرة من الناخبين لم يذهبوا للتصويت في مدن العاصمة طهران، وكرج، وأصفهان، وشهريار، ورباط كريم، ونجف آباد، ومشهد وغيرها.

ونظم معارضون إيرانيون في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والنمسا، مظاهرات مؤيدة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي اعتبروها مسرحية يديرها نظام خامنئي.

ولجأ النظام الإيراني في ظل تصاعد أعداد المقاطعة الشعبية للانتخابات البرلمانية إلى حشد عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني والجيش والشرطة في حافلات للتصويت في مراكز الاقتراع، حسب بيان صادر عن المعارضة.

وأوضحت المقاومة الإيرانية، نقلاً عن تقارير داخلية، أن نظام طهران يمهد الطريق لتزوير فج في نتائج انتخابات البرلمان بعد إلغاء شرط تسجيل الناخب لبصمة الإصبع كعلامة على التصويت.

وكشفت محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية من بريطانيا عن نسب المشاركة في التصويت بالانتخابات البرلمانية الإيرانية بدورته الحادية عشرة.

وأشارت المحطة الإخبارية، في تقرير لها، الجمعة، نقلاً عن مصادر خاصة، أن نسب المشاركة الانتخابية بلغت 16% بالعاصمة طهران، ونحو 25% على مستوى 31 محافظة إيرانية.

وسجلت محافظة ألبرز (شمال) أدنى نسبة مشاركة بعد طهران في انتخابات البرلمان الإيراني، بنحو 17%.