وطني.. وطن الانسانية

عندما يفخر المواطن بوطنه فإن لهذا الفخر أسبابه ودوافعه، وفخري بوطني له جذور ضاربة في عمق التاريخ؛ تمتد من حب تراب الوطن، ومن قدسية أرضه.

ففيه أول بيت وضع للناس، قبلة للمسلمين؛ وفيه مسجد آخر انبيائه، وأول من يدخل جنته..رحمته المهداة للعالمين.

حب الوطن يتغذى من الماضي والحاضر.. من عبق تاريخٍ صنع مهد الحضارة الإسلامية، ومن واقع حضاري، نعيش أمجاده اليوم بكل فخر، يستمد الوطن كينونته، وينعكس ذلك في مواقف تبقى مصدر اعتزاز للمواطن؛ ويقدّرها العالم من حوله.

وقد كانت عبارات خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، منذ بداية الجائحة، منطلقاً لقراءة البعد الإنساني الكبير، في سياسة هذه البلاد العريقة؛ منذ أن قامت على يد المغفور له الملك عبد العزيز؛ وذلك يتجلى في تقديم الرعاية الصحية المجانية، لكل من يقيم فوق أرضيها، وتشمل برعايتها تلك حتى المخالف لنظام الإقامة فيها. عهود تتوالى، وسياسة إنسانية ثابتة؛ تؤكدها الأحداث؛ وتشهد عليها كتب التاريخ.

هذه الجائحة ابتلاء من الله، تقف المملكة أمامها بكل امكانياتها؛ متمسكة بإيمانها الراسخ، بأن الله هو مدبر الكون؛ وان بيده مفاتيح كل شي؛ وانه سبحانه، أمرنا بفعل الأسباب.

ودور المملكة، ومكانتها العربية والإسلامية، وحتى العالمية أكبر؛ وما تقدمه المملكة من رسائل خير، ومواقف مشهودة، هو جزء من هويتها في العالم اجمع.

عمقها التاريخي يجعلها حاضرة، بكل امكانياتها لمواجهة هذه الجائحة؛ وتضع العالم أمام مسئولياته. لن افصّل هنا في الدور المحوري في قمة العشرين الإستثناية؛ ولن اتحدث عن دعمها المادي لمنظمة الصحة العالمية؛ ولن اتحدث عن دعوتها لمساندة الدول المتضررة، لأن المبادرات، والمساهمات، في الجهود الدولية، هي جزء يسير من دورها الإنساني العالمي.

ذلك هو وطني... وطن الإنسانية.