“إذا خِفتم كورونا”.. السيستاني لأتباعه: لا تصوموا رمضان

آية الله علي السيستاني

حتى مع أخذهم الاحتياطات اللازمة لمواجهة كورونا، يجوز لمن يخشون من الإصابة بالفيروس أن يفطروا نهار رمضان هذا العام.. هكذا قضت فتوى لأهم المراجع الشيعية في العالم، آية الله علي السيستاني، أمس، والذي تعد فتاواه هي الأكثر قطعية لدى غالبية الشيعة في العالم.
فتوى السيستاني جاءت رداً على سؤال حول فيروس كورونا، الذي يواصل انتشاره بمختلف المناطق في العراق والعالم، وما إذا كان ذلك "يسقط صيام شهر رمضان عن المسلمين في هذه السنة؟، خصوصاً أن الأطباء يوصون بشرب الماء في فترات متقاربة لتقليل احتمال الإصابة بهذا الفيروس الخطير".
وجاء في نص جواب السيستاني أن «صيام شهر رمضان تكليف فردي، فكل شخص توفرت فيه شروط الوجوب لزمه الصيام بغض النظر عن وجوبه على الآخرين أو عدم وجوبه عليهم. فإذا حلّ شهر رمضان القادم على مسلم، وخاف من أن يصاب بـ(كورونا)، إن صام، ولو اتخذ كافة الإجراءات الاحتياطية، سقط عنه وجوبه بالنسبة إلى كل يوم يخشى إن صامه أن يصاب بالمرض». بمعنى أن على المكلف الصيام في اليوم التالي إن لم يخش الإصابة بالفيروس.

وحول توصية الأطباء بشرب الماء في فترات متقاربة تفادياً لقلة الماء في الجسم وجفاف الحلق، لأنهما يرفعان من احتمال الإصابة بفيروس كورونا، أوضح جواب المرجع الديني أن ذلك «لا يمنع من وجوب الصوم إلا بالنسبة لمن خاف من الإصابة بالمرض، أما غيره فلا بد من أن يصوم. علماً بأنه ربما يمكن تفادي قلة الماء في الجسم في حال الصيام من خلال أكل الخضروات والفواكه الغنية بالمياه كالخيار والبطيخ الأحمر قبل الفجر».

وأشار السيستاني إلى فتاوى شيعية سابقة بجواز شرب نسبة قليلة من الماء للمصابين بـ«داء العطاش»، وبالقدر الذي يحفظهم من الهلاك، وكذلك جواز مضغ العلكة الخالية من السكر لتفادي جفاف الحلق، لأن مضغ العلك يؤدي إلى زيادة إفراز لعاب الفم.

وفي ختام جوابه على السؤال، قال السيستاني: «بذلك يظهر أن الذين يسعهم ترك العمل في شهر رمضان، والبقاء في المنزل، بحيث يأمنون الإصابة بالمرض لا يسقط عنهم وجوب الصيام، وأما الذين لا يسعهم ترك أعمالهم ـ لأي سبب كان ـ فإن خافوا من الإصابة بالفيروس مع ترك شرب الماء في فترات متقاربة في النهار ولم يمكنهم اتخاذ إجراء آخر يأمنون معه من الإصابة به لم يجب عليهم الصيام، وإن لم يجز لهم التجاهر بالإفطار في الملأ العام».

وذكر أن «صيام شهر رمضان من أهم الفرائض الشرعية، ولا يجوز تركه إلا لعذر حقيقي، وكل إنسان أعرف بحال نفسه في أن له عذراً حقيقياً في ترك الصيام أو لا».