“فلكية جدة”: اكتشاف مذنب جديد

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، إنه اكتشف مذنب جديد بتاريخ 13 أبريل 2020، وفي أواخر شهر مايو سيمر بجانب الشمس بالقرب من مدار عطارد، مشيرًا إلى أنه ليس المذنب أطلس (C / 2019 Y4)، الذي تفككت نواته منذ أيام، ولكنه مذنب آخر على مسار مشابه وقد تمت تسميته المذنب سوان (C / 2020 F8).

واكتشف المذنب (سوان) قبل يومين (11 أبريل 2020 ) عند مراجعة بيانات من المرصد الشمسي الفضائي (سوهو) التابع لوكالة ناسا، وقد ظهر في صور لجهاز مخصص للتصوير يسمى (سوان) مثبت على المرصد سوهو - ومن هنا جاء اسم "المذنب سوان".

وتظهر الصور ما بعد الاكتشاف أن نواة المذنب الصغيرة تحيط بها ذؤابة خضراء من الغاز والغبار، وله ذيل طويل، ولمعانه في الوقت الحالي (+8) ما يعني بأنه غير مرئي للعين المجردة.

إن جهاز التصوير (سوان) على المرصد سوهو الفضائي لم يصمم للعثور على المذنبات، فوظيفته مسح النظام الشمسي بحثا عن الهيدروجين، فعندما تهب الريح الشمسية على سحابة من مركبات حاملة للهيدروجين، فإن التأثير ينتج فوتونات الأشعة فوق البنفسجية التي يمكن لجهاز (سوان) تصويرها.

لذلك لكي يستطيع جهاز التصوير (سوان) رؤية المذنب، يجب على المذنب أن ينتج كمية كبيرة من الهيدروجين والذي عادة ما يكون ذلك على شكل جليد مائي.

يعتقد أن المذنب (سوان) الصغير والخافت يمر بمرحلة نشاط عالية تحت تأثير حرارة الشمس حيث تدفقت منه بعض الاندفاعات الكبيرة من الغاز والغبار، مما أدى إلى إطلاق سحابة ضخمة من المواد المتطايرة الغنية بالهيدروجين، وهذا جعل جهاز (سوان) يكتشف هذا التفريغ للهيدروجين في الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي.

إذا استمر هذا النشاط، فقد يصبح المذنب (سوان) مرئيًا للعين المجردة في شهر مايو المقبل، حيث تشير نماذج منحنيات الضوء الأولية إلى أنه يمكن أن يصل إلى المرتبة الثالثة - ما يعني لن يكون ساطعا ولكنه مرئي بدون الحاجة إلى منظار أو تلسكوب وهذا مجرد احتمال فقط فالمذنبات لا يمكن التنبؤ بسلوكها بشكل دقيق.

لذلك ربما لن يكون المذنب (سوان) قادرا على المحافظة على مظهره الحالي المثير للإعجاب، ومن المحتمل أن يتلاشى قريبًا وربما يكرر نفس السيناريو الذي حدث مع المذنب أطلس.