غضب في تركيا: كل شركات الطيران ممنوعة إلا القطرية

شهدت الأوساط التركية السياسية والإعلامية غضبا عارما بسبب سماح السلطات التركية للخطوط القطرية بالعمل في مطاراتها رغم إيقاف جميع الخطوط الجوية في البلاد.

وفتح النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري برهان الدين بولوت النار على السلطات التركية متسائلا: ما هو سر استثناء الرحلات الجوية القطرية؟ ولماذا علقت كل الشركات ولا يشمل البيان الصادر عن المديرية العامة للطيران المدني تعليق الرحلات الدولية لدولة قطر؟.

واحتج ناشطون  على الاستثناء متهمين جهات بالتكسب من وراء السماح للطيران القطري بمواصلة رحلاته الجوية إلى إسطنبول رغم وقف معظم شركات الطيران العالمية بسبب تفشي كورونا.

وكانت المديرية العامة للطيران المدني التركي أعلنت في بيان لها بتاريخ 27 مارس، بتعليق جميع الرحلات الدولية بقرار من الرئيس، رجب طيب أردوغان، وفي 3 أبريل حظرت الحكومة حركة الدخول والخروج إلى 30 مدينة كبيرة في تركيا.

واستمر الطيران مع الدوحة يوميا وبصفة استثنائية، في وقت توصف الخطوط بأنها غير آمنة بسبب رحلاتها المستمرة إلى بلاد موبوءة مثل إيران والصين.

ووجه النائب البرلماني من حزب الشعب الجمهوري عن ولاية أضنة برهان الدين بولوت سؤالاً إلى وزير النقل عادل كرا إسماعيل حول أسباب استمرار الرحلات الجوية مع قطر؛ ولفت بولوت الانتباه إلى أن الراغبين بالقدوم إلى تركيا من مختلف البلدان مجبرين أن يدخلوا تركيا عبر دولة قطر، وهي الدولة التي سجلت (أكثر من 5 آلاف حالة) إصابة بكورونا، حسب إحصائية الحكومة القطرية.

وتساءل بولوت عن سبب استمرار الرحلات الجوية مع قطر في ظل تفشي كورونا هناك، وقال هل هناك أي تفسير منطقي حول السماح الدخول إلى إسطنبول من قطر في الوقت الذي يحظر فيه على المواطنين الأتراك الدخول إلى إسطنبول من داخل تركيا نفسها؟

وبلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا منذ أول ظهور له في 10 مارس أكثر من 80 ألفاً مما يضع تركيا في المرتبة الثامنة في العالم من حيث عدد الإصابات.

وكانت الحكومة التركية قد بدأت متأخرة في إجراءات الوقاية حيث كان الرئيس أردوغان يرفض نصائح مستشاريه بفرض خطوات وقائية من بينها منع السفر. واستمرت الرحلات إلى الدول المنكوبة مثل إيران وإيطاليا حتى 23 فبراير. ولم توقف الحكومة التركية حركة الطيران الدولية إلا في 27 مارس بشكل كامل بعد أن اتضح أن حجم الكارثة كبير.

وفي 3 أبريل، حظرت الحكومة التركية حركة الدخول والخروج إلى 30 مدينة كبيرة داخل تركيا، لكن الرحلات الجوية بين قطر وإسطنبول ما زالت قائمة، والأدهى كما يقول موقع "ناين" التركي إن الدوحة صارت بوابة ترانزيت للذين فشلوا في استخدام طيران بلدانهم وذلك للراغبين القدوم إلى تركيا من دول مختلفة.

وتقلع من مطار حمد فى الدوحة إلى مطار إسطنبول كل يوم، طائرة بوينغ 787 القطرية والتي تستوعب 300 راكب، وجميع الرحلات ممتلئة حتى 10 أبريل، وقد بلغت أسعار التذاكر 8 آلاف ليرة للدرجة الاقتصادية و30 ألف ليرة لدرجة رجال الأعمال.

وقال الموقع ساخرا، يحظر الدخول والخروج من اسطنبول محلياً لكن لا بأس من الدخول عبر قطر.

وعلى الرغم من وجود رحلات مباشرة من الدوحة إلى إسطنبول ومعظم الركاب هم من بلدان أخرى، على سبيل المثال، لا يوجد حاليا أى رحلات جوية مباشرة من ألمانيا إلى تركيا، لكن المسافرين الذين يريدون أن يأتوا من ألمانيا إلى تركيا يدخلون البلاد عبر قطر التي تعتبر موبوءة بأعداد كبيرة من المصابين وذلك بالنسبة إلى عدد سكانها الصغير.