فلكية جدة: الاستعداد لمغادرة «الزهرة» سماء المساء

افاد رئيس  الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة بأن مايو 2020 ، الشهر الأخير لظهور الزهرة في سماء المساء هذا العام استعدادا لوصوله الكوكب إلى (الاقتران السفلي) - بمروره بين الأرض والشمس في الثالث من يونيو المقبل للانتقال إلى سماء الفجر التي سيبقى فيها حتى يتحرك خلف الشمس (الاقتران العلوي) في 26 مارس 2021 ، ليعود إلى سماء المساء مرة أخرى. 
 
في الوقت الحالي يرصد الزهرة بألافق الغربي بعد غروب الشمس بحوالي 15 إلى 30 دقيقة، وعلى الرغم من أن الكوكب ينخفض مقتربا موقع غروب الشمس كل يوم ، إلا أنه سيكون من السهل رؤيته في الأسابيع القليلة القادمة حيث سيبقى فوق الأفق لفترة أطول بعد حلول الظلام عند خطوط العرض الشمالية. 
 
فعلى سبيل المثال يبقى كوكب الزهرة لأكثر من 3 ساعات بعد غروب الشمس عند خطوط العرض الوسطى الشمالية ، وبعد ساعتين ونصف عند خط الاستواء ، وبعد ساعة و 3/4 ساعات عند خطوط العرض المعتدلة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
 
تعتبر الايام المتبقية لوجود الزهرة في سماء المساء  مثالية لرصد الكوكب من خلال التلسكوب،  لأن الكوكب يقترب من الأرض وهذا يعني زيادة حجمه الظاهري بينما تتقلص إضاءة قرصه. 
 
ففي الوقت الحالي يضيء الزهرة بنسبة 21 بالمائة بضوء الشمس،  وبعد أسبوع من الآن - 12 مايو 2020 - ستكون إضاءة الزهرة بنسبة 14 في المائة ؛ وبعد أسبوعين من الآن - 19 مايو 2020 - سيكون قرص الزهرة مضاء بنسبة 8 بالمائة. وبعد ثلاثة أسابيع - 26 مايو 2020 - ستنخفض إضاءة قرص الزهرة بنسبة 3 في المائة،  يقابل ذلك زيادة في حجمه الظاهري بنسبة 80 بالمائة.
 
من ناحية أخرى، دخل كوكب عطارد سماء المساء في 4 مايو 2020. ومع ذلك ، من المحتمل أن الكوكب لن يرتفع عالياً بما يكفي مبتعدا عن وهج غروب الشمس ليصبح مرئيًا لمدة أسبوع أو أسبوعين قادمين، ولكن يمكن استخدام الزهرة للمساعده في تحديد موقع عطارد في شهر مايو 2020. 
 
فعلى مدار الشهر ، سوف ينخغض الزهرة باتجاه نقطة غروب الشمس بينما يرتفع عطارد، وفي 21 مايو  2020 سيفصل بين هذان الكوكبان درجة واحدة في قبة السماء، لذلك عند توجيه المنظار إلى الزهرة  سيظهر  عطارد في نفس مجال عدسة الرؤية، وبعد ذلك ببضعة أيام فقط من اقتران الزهرة و عطارد ، سينظم هلال القمر الصغير  إلى الكوكبين عند الغسق. 
ثم يستمر الزهرة في الانخفاض بينما سيرتفع عطارد إلى الأعلى، وسيصل عطارد إلى استطالتة العظمى الشرقية (أقصى مسافة زاوية مسائية) من غروب الشمس في 4 يونيو 2020
 
لذلك سيكون مايو 2020 شهر الوداع لكوكب الزهرة بعد عدة أشهر قضاها يزين  ألافق الغربي في أبهى حلة.