رياء تحت جنح الديات

سباق محموم نحو دفع ديات هنا وهناك ومعركة لاهوادة بها وايقاظ لنعرات قبلية وتفاخر غير مسبوق في سباق (من يجمع اكثر؟ )
هكذا هو المشهد اليومي الذي بدأ يدب في أوردة وشعيرات المجتمع السعودي.
والمؤذي جدا تعمد جامعي الهبات نشر قوائم المتبرعين والمبالغ التي دفعوها لشيخ القبيلة او الفخذ او كبير القوم وأصبح ذلك وسيلة لاستنقاص الناس واعادة جدولة المقامات وفق تلك الاعطيات.
هناك فئة من المجتمع لايجدون قوت يومهم او لديهم التزامات مالية تمنعهم من مد يد المساعدة ابتغاء وجه الله وليس للتفاخر.
لااستطيع ان اعمم ان كل من تبرع مرائي ولكن طريقة الجمع والعرض يشوبها ويصيبها ويكاد ان تقتلعها شائبة الرياء.
الحكومة وضعت حساب بنكي لكل حملة تبرع بإشراف إمارات المناطق وهناك توجيهات صارمة من وزارة الداخلية بمنع جمع التبرعات النقدية الا اننا نرى مشاهد توحي بأن هناك أموال قد تؤخذ عن طريق هؤلاء ممن تصدوا لجمعها.
نحن مع التكاتف والتعاضد والمساعدة لمن يستحق أن تجمع من أجله الديات ولكن ليس بمثل هذه الطريقة الملوثه والتي بلا شك تؤذي اهل القتيل لما فيها من إظهار لصور الانتصار والفرح في جمع تلك الأموال ونسوا ان هناك أرواح قد ازهقت ولم يبق لهم في دنياهم الا حقهم في الاقتصاص الذي وضعه الشارع بأيدي ذويهم فمنهم من يفرط بذلك ومنهم من يتسول به الدراهم لتبلغ الملايين ومنهم من يعفو لوجه الله وماأكثرهم ولله الحمدومنهم من يطلب القصاص.
نتمنى أن تمنع مثل هذه المظاهر التي أصبحت مسرحا لاستعراض الملاءة المالية للافراد والجماعات ومنبرا للاشادة بهذا او ذاك وفق مايفت من نقود على طاولة الديات، مهما حاولنا إحسان الظن بذلك الا أن المقاطع والشيلات والقصائد تجعلنا نعتقد غير ذلك ليس في الكل بل بالبعض الذي ملأ الأرض ضجيجا بتلك المكتسبات الواهيه.
هناك فئات قد أوقفت خدماتهم وهناك من يستجدي فاتورة كهرباء او قد حزم متاع بيته مطرودا من منزل عجز عن الوفاء بقيمة إجاره وهناك المرضى الذين لايجدون قيمة علاجهم فأين هؤلاء منهم؟
بلا شك أن إمارات المناطق تنظم حملات تبرعات مالية للمسجونين والمعسرين كل عام ولكن أين تعاطف المجتمع مع تلك الفئات طول العام والتي لن تصل لقيم تلك الديات ؟